إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 9 مايو 2011

كاننا من وطن اخر

اولا لا اشك ان الشعب المصري يعيد الان اكتشاف نفسه بكل دقه كالطفل الذي خرج من طور الولادة و الشهور الاولي الي ذالك الذي يعرف و يريد ان يتعلم ما هي وظيفة كل عضو من اعضائه و يكون مزهولا اذا اراد ان يقف في اول مرة و يكون مزهولا اكثر حينما يعلم ان يده تضرب بقوة و يكون مزهولا اكثر و اكثر حينما يعلم ان ذالك الفم الذي طالما اطعم به قادر علي التكلم منه و يزهل اكثر في المستقبل عندما يعرف او يتاكد ان ذالك الفم المتحدث بكلامه يكون قادر علي تغير الواقع و تغير وجه عالم باكمله بطريقة اقوي و اسرع من القوة و السلاح ملايين المرات ..... ذالك هو الشعب المصري في هذا الطور من الحقبة الزمانيه فكل طائفة من الشعب تحاول الان الظهور و التعبير عن ارائها و افكارها بشتي الطرق الممكن مهما كانت الافكار وسطية او متطرفة و سواء كانت تمتاز بالقوة الفكرية او الضعف سواء اعتمدت علي الحوار الفكري العقلي المنطقي او الفكر المتطرف الذي يعرف بكل سهولة لغة السلاح

فاي شعب في العالم يجمع بين طياته تلك الانواع المختلفة المتباينة المتضادة في الفكر و الاسلوب و لكن يقاس مدي تقدم المجتمع بتقبل الاخر و نبذه لكل ما هو عنيف او يهدد امن المواطن و الضرب بيد من الحديد بالسلطة القانونية علي كل من تسول له نفسه ان يعتدي علي حرية او ان يقيد فكر الاخر باي طريقة كانت و في اسلوب كانت سواء كان هذا الفكر صحيح او خاطئ طالما لم يخرج عن حيز الشرعية و التفكير و الاقناع العقلي و طالما ذالك الفكر لم يتطرق الي اي ناحية من نواحي العنف او استخدام السلاح

طالما اقتنعت بما هو سابق فانا الان اتحدث معك علي انك مواطن مصري لا اعرف ما لونك او فكرك او جنسك او سنك فكل ما يهمني حينما اتحدث معك انك مواطن مصري و طالما انت كذالك فساسرد اليك بعض الحقائق التي حدثت في مصر لا تقبل الشك و لا التشكيك باي طريقة الا اذا كنت تملك ما يؤكد غير ذالك

اولا : قامت الثورة المصرية - ثورة 25 يناير - او كما اسميه ثورة الحرية و التغير و لا احد ينكر ذالك ان من اهم انجاح عناصر تلك الثورة هي اننا تكاتفنا و تعانقنا معا و ان في قرارة نفس كل واحد فينا انه اذا مات فاللبيت رب و للابن اب في نفس كل واحد منا انه اذا مات فان اخه الواقف بجانبه سوف يدافع عنه لو اخذ سيحمله اذا اصيب سيكمل من اجل الا يذهب دمه و روحه هدرا دون فائده سيحارب من اجل حقه و لم ينظر اي منا ان من بجانبه مسلم او مسيحي كل ما كان ينظر اليه ان من بجانبي مصري مثلي لا احد ينكر ان من ضرب بالرصاص هو مصري و ان من دافع عنه في اللجان الشعبية مصري فقط مصري

ثانيا : انه علي مدار 18 يوما لم يعرف احد من وسائل الاعلام ان يفرق بين مسلم و مسيحي بين سلفي و كاثوليكي فالكل كان اثناء الاعتصام يجلس في حلقات من يغني و من ينشد و من يمثل و من يلقي اشعار الحرية الكل غني حدوته مصرية و الكل رقص علي انغام الحرية علي مدي 18 يوم كان كل شاب هو اخي و كل شابة هي اختي و كل شيخ هو ابي و كل حاجة هي امي تلك هي روح التحرير فالايدي التي حمت و الايدي التي داوت و الايدي التي قدمت العون هي ايدي المصريين فقط و لا احد غيرهم

ثالثا : بعد تنحي المخلوع محمد حسني مبارك- و اسف اني لم اطلق عليه لقب رئيس لاني لم انتخبه يوما ما و لم اقبل بما فعله في وطني - الشعب كله كان قد فاق و عرف ماذا تعني له هذه البلاد ذالك الشعور النابع من ان تلك البلد اصبحت ملك له و لن تصبح بعد اليوم محجوزة بوضع اليد لناس اخريين ذالك الشعور الذي تفجر بداخل كل فردا فينا و كانه اخيرا وجد امه التي تركته منذ زمن بعيد و لم يعرف له طريق الا بعد ان شب ذالك الشعور بجمال ذالك العلم ذالك الشعور الذي دفع الكل الي التجميل و التنظيف في الشوارع و الميادين و الذي استمر و جعل الشعب يقوي يوم بعد يوم حتي اسقط امن الدولة او كما يجب ان يسمي قنصليات جهنم علي الارض او كما شاع الاسم عواصم جهنم ذالك الجهاز الذي اصبح فوق القانون و يرتكب به شتي الوان العذاب و القهر ضد كل من هو صاحب فكر او راي و حينما اسقط و كشف النقاب عن مستنداته و اوراقه اعترف كل من كان يري اننا همج و شباب مندفع اننا نعرف اكثر مما يعرفون و هنا ابتدت الزجاجة في الضيق و تنبهنا اننا في عنق الزجاجة .

رابعا : قام المجلس العسكري المصري اسميا فقط بالعمل ضد تلك الثورة التي شبهها البعض بانها اشبه بمعجزة نبي او معجزة ربانية لا ينكر وجودها الا حاقد قام المجلس العسكري بالاعلان عن التعديلات الدستورية الني كان الهدف منها الالتفاف علي مطالب الثورة المصرية و التي كان اولويتها اسقاط الدستور الذي اسقط شكلا و مضمونا و الاتيان بدستور جديد الا ان المجلس العسكري ابي ذالك و اتجه الي التعديلات الدستورية التي كانت الفتيل الذي نزع من القنبلة فخلال الفترة الذي يجب ان يحشد فيها الساسه انفسهم من اجل تنبيه الشعب ان التعديلات هذه هي التفاف ع مطالب الثورة و ان الدستور الجديد هو الحل الامثل و انصرف الي ذالك اليبراليين و الاشتراكيين و انكبت التيارات الدينية علي التباين بين نعم ولا مستغلين اللعب ع وتر الدين من الجانبيين فكلا منهم وعد اتبعه و الجهلاء سياسيا بصكوك الغفران بقوله لا او نعم و هذا في حد ذاته تدنيس للدين فالسلفيين و الاخوان انطلقوا في الاملاء ع الناس و العوام منه خصوصا قول نعم للتعديلات الدستورية و لكلا منهم سبب في ذالك فالسلفيين الذي كانوا في عزلة عن المجتمع المصري و لم يشاركوا في اي شئ في المجتمع اللهم ألا بعض الانشطة الاجتماعية و تحت ستار الجمعيات الاهلية و لم ينزلوا الي ارض المجتمع المصري الا بعد سقوط امن الدولة و هذا ان دل يدل علي احد الامريين اما انهم كلهم كانوا في امن الدولة و اما انهم كانوا يخافون من امن الدولة المهم انهم ظهروا و اخذوا الغطاء الديني لتدعيم ارادتهم في الموافقة علي التعديلات الدستورية و التي لا اري اي سبب في نعم لهم الا ان الليبراليين قالوا لا و ايضا جزئ من اظهار القوة و الانتقام ممن حولهم و في كثيرا من الاحيان دل علي جهلهم في اكثر من موقف

اما الاخوان فقد قالوا نعم من اجل القفز علي هذه الدولة و ايضا استخدموا وتر الدين من اجل الحشد الي الصناديق بنعم فالاخوان طالما ارادوا الحكم بذالك الدستور المسقط لا لشئ الا حتي يكونوا الهه جديدة لهذا الوطن فالديكتاتور الديني الذين يسعون اليه يضع لنفسه الدين كحائط صد اولي ضد اي هجمه عقلية او اعصار فكري و الاخوان لهم الكثير من الاهداف الغير معلنة و قد سبق ان ذكرتها في مقال سابق

و لا ننسي ان الكنيسة ايضا قالت لمن صلوا و سالوا القساوسة - بعضهم و ليس كلهم - ان يقولوا لا لا لشئ الا ان السلفيين و الاخوان قالوا نعم

و بين هذا و ذالك وقفت التيارات السياسية المصرية تحاول الاقناع السياسي و الفكري بين تياريين يعتمدوا علي الوتر الديني مما جعل قليل من المصريين حكموا عقولهم و تفكره و لا انكر ان الاثنين ارادوا مصالح عامة و مصالح شخصية بصورة متفاوته

خامسا : بين اعلان التعديلات و الميعاد المحدد للاستفتاء حدثت اول هجمه طائفية و هي اطفيح و ما حدث فيها جعل كلا من التياريين يتمسك برايه من اجل ان يكون ضد الاخر و يثبت كلا منهم قوته و جاء الحل و لكن لم يكن حلا فقد كان الهدف منه تنجيم بعض مشايخ السلفية و قساوسة المسيحية و لا يعلم ان من عمل في الخفاء و ارهق من اجل الحل هي التيارات السياسية المصرية ولا لشئ الا من اجل مصلحة مصر ..... و تاتي نتيجة الاستفتاء بنعم و كان الكل قد قرر ان الاحترام اولا و اخيرا للاغلبيه و لكن للاسف تلك الاغلبية التي استغل بعض الناس جهلهم السياسي و الديني في اللعب بهم و قد فوجئت بعد الاستفتاء بان هناك من ذهب ليستفتي علي المادة الثانية للدستور و هي لم تكن مطروحة للاستفتاء بل و الاغرب من ذالك من اعتقد انه ينتخب شخصا يدع الدستور و الاغرب من هؤلاء هم دعاة الاستقرار و الكل عرف بعد ذالك ان الاصح هو اختيار الساسه

سادسا : مررنا بعد ذالك باحداث قنا التي كانت في بدايتها سياسية و انقلبت الي دينيه و قصة الامارة الاسلامية و السلفيين و عدم ولاية المسيحي و كل ما تعلمونه انتم عن ذالك و الان احداث امبابه تري ان المتسبب في ذالك كله هو الدين الذي هو علاقة بين العبد و ربه لا يمكن ان يحتكرها احد او يحتكر طريقة او شكل تلك العلاقة فالسلفيين و الاخوان و المسيحيين بل و حتي البهائيين و العلمانيين و الليبراليين و الاشتراكيين كلنا مصريين و كلنا شركاء في ذالك الوطن العظيم و علي الكل ان يعلم و يحترم سيادة القانون المصري و ذالك لان او ما ندينا به ان السيادة للقانون و ان الدولة يجب ان تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه ان يعبث بذالك الوطن و ان تضرب بيد من حديد علي من يريد فرض رايه بالقوة او اخذ حقه بقوة الذراع او ان يفكر في اراهاب الاخر لانه ضده في الفكر او التفكير او الدين فالوطن للجميع و من يقول ان المسيحي او البهائي هم اشباه مواطنين فهو شبه بني ادم لان الوطن لا يمكن قصره و حكره علي طائفة ما فالوطن لكل الالوان و الاجناس و الاشكال الوطن هو الوطن و دولة القانون هي من يجب ان تسود حتي لو بقوة السلاح الذي يحمي الدولة طالما ان الحوار الفكري لا ياتي بثمار فالمخرب و البلطجي و الارهابي بحاكمون بقانون واحد لا يعرف التفريق علي اساس اي شئ اخر الا المواطنة و المواطن فقط

و في النهاية اقولها صريحة ان الدولة المدنية هي الحل و سيادة القانون و هيبته هي الحل و احترام رجل الشرطة المحترم هي الحل و صيانة كرامة المواطن و عقيدته هي الحل و الديمقراطية بما لا ينقص من حقوق الاخريين هي الحل و التسامح هو الحل و المحبة هي الحل و ابعاد العوا و صفوت عن التحدث في امور السياسة هي الحل و ان الصناديق دون غزوات هي الحل

ليست هناك تعليقات: