إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 23 فبراير 2014

الخدعة الكبري " فيرس سي و الجيش "

أه عايز احكيلكم عن علاج فيروس سي بتاع الكبد بما اني قريت عنه كتير جدا قبل كده : بص يا سيدي فيروس سي ده زي اي فيروس عبارة عن جسم بروتيني يمتص بروتين الكبد و يتكاثر عليه هو حاجة كده بين الحياة و اللاحياة يعني تقدر تقول عليه ان هو بلورات ماشي تمام .... الفيروس ده بيدمر عند درجة حرارة 3600 درجة سلزيوس يعني علشان يتدمر يكون الانسان اصبح ما بعد الرماد .....
المهم أيه بقي موضوع الجهاز اللي بيعالج فيرس سي ده أقولكم أنا القصة انه لا في جهاز ولا ديولوا القصة ان خزينة الدولة المخصصة لعلاج المرض ده تحت مسمي مكافحة فيرس سي كان قائم ع المنح و من ساعة 14/8 المنح اتوقفت و شركات الادوية رفضت تصدير الدواء لمصر الا بعد دفع ثمنه مقدما بالتالي أصبح من الصعب أستيراد الدواء و توافره بالاسواق - إسم الدواء الانترفينون او الانترفيرون - فالجيش عمل الاشاعة بتاعت الجهاز اللي بيشفي ده علشان المواطن البسيط لما يروح يشتري الدواء و ميلقهوش يلاقي في مبرر أنه مش موجود , المبرر ده مش ان الحكومة فاشلة و ان المجتمع الدولي ادرك ان الديكتاتورية العسكرية قد ترعرعت في مصر لا , يبقي المبرر أن الجيش العظيم القوي المنيع عمل دواء جديد - أو جهاز جديد -

الخميس، 19 ديسمبر 2013

100 عام من العزلة

مائة عام من العزلة ملخص
لاحظ المؤلف : مائة عام من العزلة ليست رواية نموذجية في أنه ليس هناك مؤامرة واحدة ويوجد جدول زمني واحد. المؤلف ، غابرييل غارسيا ماركيز ، وأسباب موضوعية حاسمة لبناء غير عادية من الرواية. فمن نيته لإظهار أن التاريخ يتحرك ، ليس فقط في دورات ولكن أيضا في حلقة مفرغة. لهذا السبب ، لا يوجد حرف واحد في التركيز الرئيسي ، ولا رواية اتباع جدول زمني منتظم. في سعيه لاظهار كيف يتحرك التاريخ في الدوائر ، يعطي ماركيز تقريبا كل فرد من أفراد الأسرة Buendia واحدة من الأسماء التالية : (للرجال) خوسيه اركاديو ، أوريليانو (للنساء) أورسولا ، Amaranta ، ريميديوس. أحيانا يمكن أن يكون هذا مربكا للقارئ ، الذي هو ، بعد كل شيء ، هذه النقطة. في محاولة لجعل الأمور أقل مربكا ، وقد شمل ماركيز شجرة العائلة في بداية الكتاب ، وانه يستخدم اختلاف طفيف على هذه الأسماء لكل حرف مختلفة مائة عام من العزلة على حد سواء هو تاريخ ماكوندو ، بلدة صغيرة في منطقة لم يكشف عن اسمه لأمريكا الجنوبية ، والذين أسسوا المدينة ، والأسرة Buendia. الكتاب التالي سبعة أجيال من Buendias وصعود وسقوط ماكوندو. بطريرك الأسرة ، و خوسيه اركاديو Buendia تأسست البلدة مع زوجته اورسولا Iguaran . لأن جوزيه اركاديو Buendia وIguaran أورسولا وأبناء عمومة ، لديهم الخوف من تحمل الأطفال الذين يعانون من ذيول الخنزير ، وهذا الخوف سوف يظل أكثر من الكتاب. جوزيه اركاديو Buendia هو مقدام ، والرجل الغريب مع ميل للاستكشاف والعلوم. انه تتعمق في واحدة تلو الأخرى البحث العلمي ويفقد رشده في نهاية المطاف ، مما اضطر رجال البلدة لربط بينه وبين الشجرة. ويتم عرض كل من له القوة والضعف في الرجال Buendia طوال الرواية ، بدءا من خوسيه اركاديو له أبناء وأورليانو. جوزيه اركاديو قوة يرث والده واسعة النطاق وimplusiveness ؛ أورليانو يرث حسه الأخلاقي القوي وكثافة له الانفرادي. كل من هؤلاء الرجال يذهبون الى اقصى الخاصة : خوسيه اركاديو يصبح مفتول العضلات ومات في ظروف غامضة في نهاية المطاف بعد اغتصاب الأراضي ؛ أورليانو (المعروف في الرواية و العقيد أوريليانو Buendia ) لتصبح واحدة من أعظم الثوار وأسوأها سمعة في البلاد خلال فترة ممتدة من حرب أهلية. يصبح التعرف ماكوندو ، مرة واحدة في الجنة الأبرياء ، مع العالم الخارجي خلال فترة الحرب الأهلية. فمن خلال هذه الفترة أن الموت وسفك الدماء يأتي في المقام الأول إلى الباب لماكوندو ، بلدة لا يزال على صلة بالعالم الخارجي نظرا لشهرة العقيد أوريليانو Buendia. على النقيض من زوجها ، أورسولا Iguaran عملي بشراسة ويمتلك الحس السليم من ذلك بكثير. انها حيوية ، عنيد (تعيش طويلا أنها تفقد المسار من عمرها) ، وتنفق حياتها تبحث بعد السطر الأسرة. للأسف لا شيء من الثبات Buendias الإناث مباراة لها : Amaranta وابنتها ، عنيدة في المرارة الشخصية فقط ، بينما لها الحفدة والحفيدات ريناتا ريميديوس أورسولا Amaranta هي ملك للطاقة لها ولكن أيا من إحساسها المشترك. فشل للأجيال القادمة أن يكون لديها من قوة أجدادهم ذات طابع يؤدي إلى تعثر الأسرة والتاريخ والحداثة ماكوندو العاصفة. بعد الحرب الأهلية والامبريالية الخارجية ويأتي في ذات آثار مدمرة. الرأسماليون الأبيض يأتي إلى ماكوندو ، ويبدو من اغتصاب صلاحيات الله مع قدرتهم على تغيير الفصول ، وتدفق الماء. أقاموا مزرعة الموز الذي يستغل سكان ماكوندو ، عندما كان العمال وتنظيم الإضراب ، وأنهم جميعا قتلوا في مذبحة منهجي ترعاه الحكومة. واحدة من Buendias ، خوسيه اركاديو سيغوندو كان ، ومنظم رئيسي لا يمكن أن يواجه العالم بعد هذا الحدث. لماكوندو ، أيضا ، في مذبحة الموز يجلب تغيير كبير. يبدأ هطول الامطار ليلة المجزرة وعدم التوقف لمدة خمس سنوات تقريبا ، وتجرف في مزارع الموز وترك ماكوندو في حالة من اليأس. بلدة فقيرة يفقد أهميته وحداثتها ، ومن ثم على البلدة موجود في حالة من الانحدار. لBuendias ، أيضا ، في إشارة الامطار سرعة تسارع دوامة من الهبوط. تضيع أقدم أفراد من عائلة في الحنين إلى الماضي ، وخسر الأصغر سنا في الفجور والعزل الانفرادي. كما هو التخلي عن المدينة ، وآخر من أعضاء الأسرة تستسلم لرغبة سفاح المحارم وولادة طفل مع ذيل الخنزير. في نهاية جدا من الكتاب ، تبين أنه قد تم رسمه من تاريخ Buendias منذ البداية ، وأنها لن تحصل على فرصة ثانية.

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

تأملات منيرية

منير لما قال حط الدبلة و حط الساعة حط سجايره و الولعة علق حلمه ع الشماعة شد لحاف الشتا من البرد انا عن نفسي شايف الترتيب منطقي //||//
اولا الانسان يضع الدبلة أي يخلعها فهو معناه انفصاله عن من أحب أو أنه سيكون في ما هو قادم وحيد فيجد أنه لا داعي لان يحسب الايام و الوقت الذي يمر منه فيضع الساعة عن يده و يوقن أن التفكير و القلق الذي كان يدفعه للتدخين قد أصبح عدم و عليه الاستسلام للواقع المرير فيترك سجائره و الولعة التي لن يكون لها استخدام معه و عندها يوقن أن حلمه بتشيد عالم سعيد و ما يترتب عليه من أحلام أخري لا مكان لها قيعلقها علي الشماعة لانها لم تعد تناسبه فينتهي ان يشعر انه قد تجرد من كل شئ كان يشعره بالدفئ من ذكريات و حب و متعة و وقت الطفولة و الاحلام فيشد اللحاف معلنا نهاية حياته يستعين بالرمال التي تقيه من برودة الموت 

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

باسم الحق ندعوا

الموت يعزف علي قيثارته في شوارع العاصمة و ما حولها
الدم ينزف في مصب النيل من ميادين العاصمة و ما حولها
الحلم بات سراب
و الصدور باتت مفتوحة للرصاص
طال الليل عمره و مازلت انا بالقرب من نافذتي احلم بالصباح
احلم بشروق جديد
وطن جديد
نفس الحلم بيتكرر
مع بشاير يناير
في اليوم ال 25
كنا نسير دون هدي في شوارع  الاسكندرية
نبحث عن مسيرة
حين سمعنا صوت الهتاف يعلوا
لابد اننا نقترب من مسيرة
الهتاف يتكرر و يزداد
الشعب يريد اسقاط النظام
ناظرا الي اصدقائي مهرورا الي مصدر الهتاف
الشعب يريد اسقاط النظام
الموت كان يحتضن قيثارته
مارا وسط الجموع
يضع علاماته المميزه
علي صدور الشباب
ينتقي القوي منهم و الاصغر سننا
ينتقي الانقي منهم و اكثرهم أيماننا بأفكاره
الموت يحوم و رائحته في المكان
ثلاثة ايام الموت يضع العلامات و ينتقي
في انتظار ان يعزف مقطوعته الموسيقية علي قيثارته
سيعزف سيمفونية الموت المقدس التي لا يعلم هو أو نحن متي ستتوقف
الموت يعزف الان و الكورال السيمفوني في الشوارع يهتف
لا الموت يوقف العزف لنرتاح ولا الكورال يسكت ليفهم الموت
ان السيمفونية انتهت
من الواضح ان السيمفونية لا تنتهي و الكورال لن يسكت
المايسترو ترك الاوركسترا يعزف و رحل و لم يكن هناك
اي اتفاق علي ايقاف العزف برحيلة و لكنه أمر أن يتوقف العزف حينما يأمر
الموت يعزف علي قيثارته و الشوارع تنزف و الكورال يهتف بالحرية


التاريخ المهزوم

صديقي العزيز دائما ما يكون التاريخ هو سيد الغنائم فدائما ما يكتب التاريخ المنتصر ليلصق بالمهزوم أيات العار و الشر و الشيطنة و العمالة و الخسه و يرفع عن نفسه الدنس و الوحشية و الظلم ذلك هو التاريخ الذي وصل ألينا الان مكتوب بأيد المنتصريين الملائكة كما صوروا انفسهم لا دنس فيهم أله في كونيتهم و نحن مثل المغلوب علي امرهم نصدق التاريخ و نري من يحاول البحث عن الحقيقة النسبية ايضا ما هو الا مخرب او مهلوس او يمكن ان يقال عليه كافر ايضا

السبت، 1 يونيو 2013

30 يونيو صفحة جديدة

صفحة جديدة و من اول السطر
اكتب و حسن خطك و سيب سطر
اكتب 55 عدد اللي ماتوا في القطر
اكتب 1560 عدد اللي اعتقلوا من شوارع مصر
اكتب جيكا و الجندي و كريستي و متحطش نقطة في اخر السطر
اكتب سلمية رغم الرصاص و القتل
اكتب حرية مهما زاد السلب
اكتب مساواة مهما فرقوا في الشعب
اكتب عدل مهما الظلم في الارض دب
اكتب اسماء اللي خانوا و اللي باعوا باحسن خط
لجل اللي يجي بعدك يحفظ اساميهم صم
اكتب عن كل دم في الارض سال
اكتب عن هتاف جوه حنجرة اتكتم برصاصة غدر
اكتب عن طفل اتيتم برصاصة كلب
اكتب عن عبد السلطة ليه رب
اكتب
اكتب قبل الحبر ما يبقي دم
و اكتب اد ايه زاد الهم و الغم
اكتب عن دمعة في عين اب
و حسرة في نظرة ام
و اكتب
عن حلم ضاع
و ناس باعوا بالسلطة صكوك غفران الرب
اكتب
تبت يدي كل سلطان و تب
طالما استقوي بعشيرته و كذب
سيثور الشعب من كل حدب
بغضبهم نار تحرق الحطب
و سيعلق بحبل ما صنع 

الخميس، 29 نوفمبر 2012

سيكولوجية الاستبداد

0 الاستبداد وعلاقته بنمط الشخصية: هل توجد أنماط شخصية معين تميل إلى السلوك الإستبدادى؟ نعم, فدراسة حياة مشاهير المستبدين على المستويات المختلفة تؤكد وجود أنماط شخصية معينة تميل إلى السلوك الإستبدادى خاصة إذا واتتها الظروف, ومن هنا تصبح معرفة هذه الأنماط مهمة للوقاية من السلوك الإستبدادى ومن المستبدين. ونذكر من هذه الأنماط الشخصية ما يلي:- 1- الشخصية النرجسية(Narcissistic Personality): صاحب هذه الشخصية لديه شعور خاص بالأهمية وبالعظمة ويبالغ فى قيمة مواهبه وقدراته وإنجازاته ويتوقع من الآخرين تقديراً غير عادى لشخصه وملكاته وإنجازاته المبهرة فى نظره وهو يعتقد أنه متفرد في تكوينه وفى أفكاره ويحتاج لمستويات عليا من البشر كي تفهمه وتقدره, ويحتاج للثناء والمدح الدائم والتغني بجماله وكماله وأفكاره وبطولاته الأسطورية وتوجيهاته التاريخية ومواقفه العظيمة غير المسبوقة وهو لا يشعر بالتعاطف مع الآخرين ولا يتفهم احتياجاتهم بل يريدهم فقط أدوات لتحقيق أهدافه وإسعاده وبلوغ مجده وهو أناني شديد الذاتية ويسعى طول حياته ليضخم هذه الذات التي يعتبرها محور الكون, وربما ينجح فى الوصول إلى مراكز عليا فى الحياة بسبب إخلاصه الشديد فى تحقيق ذاته ورغبته فى التميز والاستعلاء على الآخرين. 2- الشخصية البارانوية (الزورانية Paranoid Personality): تدور هذه الشخصية حول محور الشك وسوء الظن, فصاحبها لا يثق بأحد ويتوقع الإيذاء من كل الناس ولا يأخذ أى كلمة أو فعل على محمل البراءة بل يحاول أن يجد فى كل كلمة أو فعل سخرية منه أو انتقاصا من قدره أو محاولة لإيذائه, ولهذا نجده دائم الحذر من الآخرين, لا يهدأ ولا ينام, ويكافح طول عمره ليقوى ذاته ويحمى نفسه من الآخرين «الأعداء دائماً وأبداً», وهذا الشك والحذر وعدم الولاء للناس يدفعه للعمل الجاد والشاق لكي يصل إلى المراكز العليا فى مجال تخصصه, وهو حين يحقق ذلك يمارس السيطرة والتحكم فى الناس الذين يحمل لهم بداخله ذكريات أليمه من السخرية والاحتقار والإيذاء وبما أنه لا يسامح أبداً ولا ينسى الإساءة لذلك فهو يمارس عدوانه على من تحت يده انتقاماً وإذلالاً, ويحقر كل من دونه كراهية ورفضاً. 3- الشخصية الوسواسية (القسرية Anankastic Personality): والشخص الوسواسى يميل إلى الدقة والنظام والصرامة والانضباط ولا يحتمل وجود أى خطأ, وهو فوق ذلك عنيد ومثابر إلى أقصى حد, ولهذا يميل إلى أن يتأكد من كل شيء بنفسه ولا يثق فى أحد لأنه يعتبر الآخرين عشوائيين وغير منضبطين وأنهم سوف يفسدون الأمور التى توكل إليهم, لذلك نراه إن كان والداً أو مسئولاً يريد أن يستحوذ على كل شيء في يده ويتابع كل شيء بنفسه ولا يترك لأحد فرصة للتعبير عن نفسه أو تحمل مسئولياته, فالآخرون في نظره غير جادين وغير دقيقين وغير صارمين مثله وهم يحتاجون دائماً للوصاية والتوجيه والتحكم, فهم في نظره أطفال عابثون يحتاجون فى النهاية لمن يضبطهم ويوجههم وإلا فسدت كل الأمور. 4- الشخصية السادية (Sadistic Personality): وهو الشخص الذى يستمتع بقهر الآخرين وإذلالهم والتحكم فيهم وكلما شاهد الألم فى عيونهم استراح وانتشى وواصل تعذيبهم وقهرهم ليحصل على المزيد من الراحة والنشوة . 5- الشخصية المعادية للمجتمع(Dissocial Personality): وهو نوع من الشخصية لا يحترم القوانين والنظم والشرائع, بل يجد متعه فى الخروج عليها, ولا يشعر بالذنب تجاه شيء أو تجاه أحد, ولا يتعلم من تجارب فشله, ويعيش على ابتزاز الآخرين واستغلالهم مستغلاً سحر حديثه وقدرته على الكذب والمناورة والخداع, وهو شخص لا يفكر إلا فى نفسه وملذاته, والآخرين ليسوا إلا أدوات يستخدمها لتحقيق ملذاته. وبعد استعراض هذه النماذج الشخصية الأكثر ميلاً للاستبداد نود أن ننوه أن المستبد يمكن أن يكون أحد هذه الأنماط ويمكن أن يكون خليطاً منها بعضها أو كلها. أما المستبد بهم (المقهورون) فيمكن أن يكونوا أناساً ذوى سمات متباينة ولكن يغلب أن يكون لديهم سماتاً ماسوشيه بمعنى أن لديهم ميل لأن يتحكم فيهم أحد وأن يخضعوا له ويسلموا له إرادتهم ويستشعروا الراحة وربما المتعة في إيذائه لهم وإذلاله إياهم, فلديهم مشاعر دفينة بالذنب لا يخففها إلا قهر المستبد وإذلاله لهم على الرغم مما يعلنون من رفضهم لاستبداده. وهؤلاء المستعبدين ربما يكون لديهم معتقدات دينية أو ثقافية تدعوهم إلى كبت دوافع العنف وتقرن بين العنف والظلم وتعلى من قيمة المظلوم وتدعو إلى التسامح مع الظالم والصبر عليه وترى فى ذلك تطهيراً لنفس المظلوم من آثامه. والشخصيات المستعبدة لديها شعور بالخوف وشعور بالوحدة لذلك يلجأون إلى صنع مستبد ليحتموا به ويسيروا خلفه ويعتبرونه أباً لهم يسلمون له قيادتهم وإرادتهم ويتخلصون من أية مسئولية تناط بهم فالمستبد قادر على فعل كل شيء فى نظرهم, وفى مقابل ذلك يتحملون تحكمه وقهره وإذلاله ويستمتعون بذلك أحياناً. إذن فالمستبد ليس وحده المسئول عن نشأة منظومة الاستبداد ولكن المستعبدين (المستبد بهم) أيضاً يشاركون بوعي وبغير وعى فى هذا على الرغم من رفضهم الظاهري للاستبداد وصراخهم منه أحياناً، ولا تزول ظاهرة الاستبداد عملياً فى الواقع إلا حين تزول نفسياً من نفوس المستعبدين حين ينضجوا ويتحرروا نفسياً ويرغبون فى استرداد وعيهم وكرامتهم وإرادتهم التى سلموها طوعاً أو كرهاً للمستبد, حينئذ فقط تضعف منظومة الاستبداد حتى تنطفئ, وليس هناك طريق غير هذا إذ لا يعقل أن يتخلى المستبد طواعية عن مكاسبه من الاستبداد خاصة وأن نمط شخصيته يدفعه دفعاً قوياً للمحافظة على تلك المكاسب الهائلة. وإذا رأينا المستعبدين (المستبد بهم) ينتظرون منحهم الحرية من المستبد فهذه علامة سذاجة وعدم نضج منهم توحي ببعدهم عن بلوغ مرادهم وتؤكد احتياجهم لمزيد من الوقت والوعى ليكونوا جديرين بالحرية, فقد أثبتت خبرات التاريخ أن الحرية لا تمنح وإنما تسترد وتكتسب. 0 المستبد ودافعي التملك والخلود: إن دافعي التملك والخلود ليسا قاصرين على المستبد وحده فهما دافعين أساسين فى النفس البشرية وقد عرفهما إبليس وحاول اللعب عليهما عندما أراد أن يغوى آدم فقال له مغرياً إياه بالأكل من الشجرة المحرمة (قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) (طه:120). وقال(ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين) [الأعراف: 20]. وفعلاً نجح الإغواء لآدم على الرغم من التحذير الإلهي له ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين [البقرة:35] وعلى الرغم من إتاحة فرص التنعم المتعددة فى الجنة, وهذا يدل على قوة هذين الدافعين وعمقهما في النفس البشرية, وعلى أنهما نقطتي ضعف يسهل الإغواء عن طريقهما. ويبدو أن هذين الدافعين يكونان متخضمين فى نفس المستبد فهو لا يشبع من التملك وهو يسعى إلى الخلود وينكر فى أعماقه فكرة الموت. وكلما اتسعت دائرة نفوذه وكلما انتشرت صوره وتماثيله في كل مكان كلما انزلق إلى الإعتقاد بفكرة خلوده, ولو أصابه المرض أو أدركته الشيوخة وأيقن بفكرة موته فإنه يتسمك بملكه ويتعلق بخلوده من خلال أبنائه فيحرص على توريثهم كل ما استطاع أن يتملكه فهم امتداد لذاته, وهذه هى سيكولوجية الأنظمة التي تقوم على فكرة التوريث حفاظاً على بقاء المُلْك وخلود الذِكْر. ومن سنن الكون التى قدرها الله أن كل من يتعلق بالملك أو الخلود يزول منه لأن الملك لله وحده والخلود له وحده, وحين سعى آدم نحو الملك الذى لايبلى والخلود, ابتلاه الله بالحرمان من الجنة بل والحرمان مما يستره من ملابس (فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما) [الأعراف:22], هكذا يحدث مع كل مستبد تخدعه ذاته أو يخدعه إبليس بفكرة الخلود أو الملك الذى لا يبلى, حيث يبتلى بضياع الملك ويبتلى بالطرد من الجنة التى عاش فيها وظن أنه خالد فيها. 0 مستويات الاستبداد: تبدأ بذرة الاستبداد داخل النفس ثم تنبت وتتمدد شجرته الخبيثة لتمد فروعها داخل الأسرة ثم داخل المدرسة ثم داخل المؤسسات ثم داخل المجتمع ثم داخل النظام السياسي حتى يصل إلى المستوى الدولي. وفيما يلي إيضاح لهذه المستويات: 1- الاستبداد النفسى:- ربما يكون هذا المفهوم غريباً بعض الشيء, ولكنه في الحقيقة هو جذر شجرة الاستبداد, وهو النموذج الأولى للاستبداد (Prototype) ولكي نفهم الاستبداد النفسى لابد أن نعلم بأن النفس البشرية رغم وحدتها الظاهرة إلا أنها تتكون من كيانات مختلفة تختلف أسماؤها باختلاف النظريات النفسية, ففي النظرية التحليلية لفرويد نجد الهو والأنا والأنا الأعلى, وفى نظرية التحليل التفاعلاتى لإريك برن نجد ذات الطفل وذات الناضج وذات الوالد, وفى علم النفس التحليلي نجد الأنيميا والأنيموس ونجد القناع والظل, وفى نظرية كارين هورنى نجد الذات المثالية والذات الاجتماعية والذات الحقيقية. وتبدأ فكرة الاستبداد داخل النفس حين يتضخم أحد الكيانات أو أحد الذوات داخل النفس على حساب الكيانات أو الذوات الأخرى وهنا يختل التوازن النفسى ويتوحش هذا الجزء المتضخم فى حين تضمر وتنسحب الأجزاء الأخرى منتظرة اللحظة المناسبة للانقضاض على الجزء المستبد, وفى كل هذه الحالات تمرض النفس أو تتشوه أو تهلك. 2- الاستبداد الأسرى:- ففى الأسرة تتأكد مفاهيم الحرية أو تنتفي, فهي المحضن الأول والأساس لقيم الحرية والمساواة والعدل وغيرها من القيم, فإذا مارس الأب أو مارست الأم الاستبداد كان ذلك بمثابة نموذج أوّلى للاستبداد يحمله الطفل معه ويتحرك بموجبه فى كل المواقع التى يذهب إليها, فهو يتصنع الخضوع والاستسلام ويسلم إرادته لوالده المستبد, ثم حين تواتيه الفرصة(حين يكبر هو أو يضعف أبوه) ينقض عليه منتقماً ومتشفياً. 3- الاستبداد المدرسي:- ويمارسه ناظر المدرسة على مدرسيه ثم يمارسه المدرسون على الطلاب ثم يمارسه الطلاب الأقوياء على الطلاب الضعفاء، وبما أن المدرسة داراً أساسية للتربية فهي تنمى ذلك السلوك وتدعمه بل وتعطيه شرعيه تربوية وأخلاقية. 4- الاستبداد المؤسسي:- وهو امتداد طبيعي للاستبداد الأسرى والاستبداد المدرسي حيث تقوم كل المؤسسات على فكرة شخص واحد كبير يعرف كل شييء ويتصرف وحده فى كل شئ, وقطيع من المرؤوسين يسمعون ويطيعون. والعلاقة هنا بين الرئيس والمرؤس تقوم على الخوف والعداوة المستترة تحت غطاء من النفاق والخداع. 5- الاستبداد الدينى:- فعلى الرغم أن الدين الصحيح يؤكد مفهوم الحرية(حتى فى الاعتقاد الدينى نفسه) ويؤكد مفهوم المساواة ويؤكد مفهوم الشورى إلا أن بعض الأفراد أو بعض المؤسسات ربما تستغل بعض المفاهيم الدينية أو شبه الدينية لتمارس تسلطها على الناس بحجة أنها تتحدث باسم الإله وبأمره وأنها تملك الحقيقة المطلقة التى لا يصح معها حوار أو نقاش, وربما يكون هذا هو أخطر أنواع الاستبداد لأنه يذل أعناق البشر باسم الدين وتحت رايته. وهذا النموذج نراه واضحاً فى زوج يقهر زوجته محتجاً بنصوص مأخوذة بغير معناها وخارج سياقها, أو أب يستبد بأبنائه ويلغى إرادتهم شاهراً آيات الطاعة فى وجوههم, أو رجل دين يمنح صكوك الغفران لمن يرضى عنه ويلقى بسخطه وغضبه على من يخالفه, أو حاكم يتستر تحت مفاهيم دينية ليخفى طغيانه. ومن علامات الاستبداد الديني تآكل منطقة المباح, تلك المنطقة في السلوك البشرى التي سكت الله عنها لا نسيانا ولا إهمالا وإنما ليعطى فسحة للعقل البشرى أن يتصرف بحرية في أشياء لا تقع في منطقة الحلال أو منطقة الحرام. ومنطقة المباح هذه هي التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمور دنياكم", وهى منطقة أرادها الله أن تكون واسعة وأن يحررها من قيود الحلال والحرام لكي يعطى العقل البشرى فسحة للعمل والإبداع دون حرج. وفى مجتمعات الاستبداد الديني تعلو أصوات رجال الدين معلنة تحكمهم في كل صغيرة وكبيرة في حياة الناس تحت زعم أن الدين لم يترك شيئا إلا ووضع له حكما, ونسوا أو تناسوا أن حكم منطقة المباح أن تكون حرة, وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكره كثرة السؤال حتى لا يقع الناس في فخ التشديد والإلزام في أشياء لا تستدعى ذلك. وهذه المجتمعات التي تتآكل فيها منطقة المباح ويصبح الناس أسرى لآراء رجال الدين في كل صغيرة وكبيرة يقعون في فخ "الكهنوت" وهو مقدمة الاستبداد الديني. 6- الاستبداد الاجتماعى (الطبقى):- بمعنى أن تستبد طبقة ما بمقاليد الأمور مثل طبقة النبلاء أو الإقطاعيين أو طبقة رجال الأعمال أو طبقة البروليتاريا, في حين تستبعد باقي الطبقات وتعيش مقهورة ذليلة ولا تملك إلا الإنتظار المؤلم الحقود للحظة تتمرد فيها وتنقض على الطبقة المسيطرة وإذا انتصرت هذه الطبقة الجديدة المنقضة أو الثائرة أو المتمردة فإنها تستبد هى الأخرى بالأمور وتلغى أو تستبعد أو تستعبد الطبقات الأخرى وتبدأ دورة جديدة من دورات الاستبداد تنهك قوى المجتمع وتفقده أفضل ملكاته وإمكاناته. 7- الاستبداد السياسي:- وهو أكثر مستويات الاستبداد شهرة لدرجة أنه حين تذكر كلمة الاستبداد يخطر فى الذهن مباشرة هذا النوع من الاستبداد دون غيره, ربما لأنه الأكثر وضوحاً أو الأكثر شيوعاً أو الأوسع تأثيراً. وهذا الوضوح وهذه الشهرة للاستبداد السياسي يجعلنا في غنى عن الحديث عنه بالتفصيل فقد أصبح من البديهيات ولكننا فى فقط ننوه إلى جذوره التى جاءت من نفس مستبدة وأب مستبد وناظر مستبد ومدير مستبد ووزير مستبد ورجل دين مستبد, فالاستبداد السياسي ثمرة مرة لثقافة استبدادية على مستويات متعددة وهو لا يزول بمجرد ثورة أو انقلاب ولكنه يزول حين تسرى ثقافة الحرية والمساواة والعدل فى كل أو أغلب المستويات سابقة الذكر. وسريان ثقافة الحرية وحده لا يكفى بل لابد من أن يكافح معتنقوا الحرية من أجل ترسيخ آليات لممارسة الحرية مثل الشورى أو الديموقراطية أو أى آلية أخرى تكون ضماناً لاستمرار الحرية وحاجزاً أمام كل مستبد طامع يحاول الانقضاض فى أى لحظة على هذه القيم تحت أى لافتة مهما كانت براقة. 8- الاستبداد الدولي:- وقد أصبح هذا الاستبداد واضحاً منذ ظهور عالم القطب الواحد حيث تتحكم الإمبراطورية الأمريكية الآن –منفردة– في مقاليد الأمور, حتى الهيئات والمنظمات الدولية التى نشأت للمحافظة على الشرعية الدولية قد أطيح بها وأصبحت أداة فى يد الدكتاتورية الأمريكية المستبدة. وتقوم بريطانيا بدور هامان للفرعون الأمريكي المتغطرس فبريطانيا لديها طموح سياسي تحققه من خلال تقديم الخدمات لأمريكا وتبرير أفعالها والسير فى ركابها وتقوم اليابان والصين بدور قارون المستفيد مادياً من هذا النظام العالمي الفاسد. أي أن أطراف الثالوث الاستبدادى (فرعون وهامان وقارون) التى ذكرناها آنفاً متحققة تماماً في النموذج الدولي. وهذه الأطراف الاستبدادية تتحكم فى مقدرات الضعفاء والمستضعفين والخاضعين والمستسلمين من شعوب العالم.