إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 26 يونيو 2011

الامن الوطني ...... الفكر الكاذب

اولا و قبل اي شئ انا لا اثق في اي جهاز امني او عسكري و ذالك الشعور لدي من قبل الثورة لما اري فيهم من استخدام للسلطة و تطويعها لما يخدم مصالحهم دون النظر الي مصر الموجودين في هذا الوطن الذين يدفعون من ضرائبهم مرتباتهم ليقوموا بقهرهم و استخدام سلطتهم العسكرية و الامنية مثل السوط في يد الجلاد او السيف في يد السياف لا يسعي الا الي مجد شخصي و لا يعرف الا التدمير ولا يعي ما كون ذالك الذي امامه فلا يفرق بين المشتبه فيه و المجرم و لا يعرفون الا التشهير بالافراد دون النظر الي ان المتهم برئ حتي تثبت ادانته فهم بتلك التسريبات المقصودة يشوهون سمعة افراد ابرياء قد يثبت القضاء فيما بعد انهم ليسوا مذنبين لذالك اري ان تلك السلطات هي اجهزة قمعيه لا تعرف التفكير و لا تفهم الحوار و لا تعرف سوي الغطرسة .

قد تكون متفق معي او غير متفق ذالك هو حال الحياة في الدنيا الاختلاف فلولا الاختلاف لما عرفنا الفرق بين الظلام و النور و الحرية و العبودية و النصر و الهزيمة لذالك فان افضل التعريفات للاشياء هي التعريف بالتضاد اي يعرف الشئ بعكسه فلا يشعر الانسان بقيمة الشئ الا اذا عرف عكسه و الان دعونا نتناقش فيما نحن بصدده الامن الوطني - امن الدولة سابقا - ذالك المقطع يتكون من كلمتين الامن و الوطني فدعونا نبدأ بالاولي الامن فما هو معني الامن ؟ فتعريف الامن لغويا هو استعمال الدولة لقوتها لادارة الاخطار التي تهدد وحدتها الترابية و استقلالها و استقرارها السياسي و ذالك في مواجهة دول اخري و ذالك بالاعتماد علي القوة في شقها العسكري و عند البعض الاخر انه الحمايه ضد المساس باي قيم مكتسبه و انا اري ان ذالك هو التعريف الاصغر للامن فحصر ذالك في التعريف علي الوحدة الترابية و استقلالها و استقرارها السياسي هو غفلة كبيرة فمادام قلنا الامن الوطني فيجب اولا حماية امن المواطنين و امن المواطن يتجزئ الي امنه الغذائي و امنه الاجتماعي و امنه الصحي و امنه التعليمي و امنه العلاجي و ايضا امنه النفسي قد تري ان ذالك كثير و لكن اؤكد لك ان هذا ما يحتاجه الانسان العادي و ساشرح لك هذا جزئ جزئ

الامن الغذائي هو ضمان وجود كميات كافية من الطعام و الشراب و السلع الحيوية تكفي المواطنين لفترة زمانية مستقبلية و تكمن اهمية ذالك الامن في ان يتاكد المواطن من الحصول علي حاجته من تلك السلع في حالة حدوث ايه كارثة او مشكلة قد تؤدي الي توقف امتدادات تلك السلع اليه سواء كانت تلك الازمة سياسية او اقتصادية او حتي اجتماعية مما قد يؤدي الي ندرة او اختفاء تلك السلعة او حتي ارتفاع سعرها ان كانت موجودة اذن السؤال الطبيعي كيف يكون الامن الغذائي ؟ يكون الامن الغذائي بان يتم توفير تلك السلع الحيوية و الطعام الاساسي المستورد من خضروات و حبوب من امثال القمح - السلعة الحيوية - و القطن و العديد من الخضروات سواء كان ذالك التوفير للسلع باستيردها بكميات كبيرة ييتم تجديدها دوريا او بزيادة المنتج منها محليا سواء كان بالزراعة بالنسبة للحبوب و الخضروات او انشاء مصانع لما هو اساسي من السلع الحيوية الهامة و لكني افضل الطريقة الثانية الا و هي بانتجها محليا و ذيادة المزروع منها لان كلا منهما يزيد من الاستثمار و الانتاج و تقليل البطالة فيكون بتشجيع الاستثمارات المحلية و الخارجية بما يضمن عدم وقوع احتكار لاي طرف من الاطراف مما سيدفع عجلة الانتاج و تجعل لك قوة اقتصادية

الامن الاجتماعي و هو ان يضمن المواطن ان يعيش في مستوي معيشي يضمن له الحصول علي حاجته الاساسية دون تميز او معوقات اي بمعني افضل ان يكون دخله او اجره مناسب لتغطية احتيجاته المعيشية و الاسراية و التزماته اتجاه اسرته دون ان تؤدي به الي انزول بمستواه المعيشي او التنازل عن اي من حاجته الاساسية من اجل حاجة اخري اساسية مما قد يؤدي الي مشاكل اجتماعية و سياسية خطيرة قد تهدد المجتمع و الحل لهذه المشكلة يكون بوضع حد ادني الاجور مناسب لسد الاحتياجات الاساسية للفرد دون ان تعرضه للسؤال او ارتكاب جرم من اجل مال و كذالك وضع حد ادني للاجور او عدم وضع حد اقصي للاجور و الاعتماد علي الضريبة التصاعدية من اجل تامين الامن الاجتماعي لتلك الافراد

الامن الصحي هو ان يكون المواطن مطمان علي صحته ضد اي اضرار تصيبها سواء كانت امراض وبائية او غير ذالك من الامراض الناتجة عن السكن في منطقة ما او ممارسة عمل ما او تناول طعام ما او شراب ما اي ان يكون للدولة دور رقابي صحي و ان يكون الطب الوقائي يعمل علي ارض الواقع فيمنع دخول مسببات الامراض المزمنة و الوبائية الي البلاد و يكفي اننا الان نحتل مراكز متقدمة في الدول المصابة بالايدز و فيرس سي و السرطان فطالما لم يطمئن الانسان علي امنه الصحي فسوف يوفر صحته و يحافظ عليه بالطريقة المناسبة له كما يراها سواء كانت قلة العمل او ترك عمل معين و اذا لم يكن هناك مراعة لامنه الصحي فقد يصاب باحد الامراض جراء عمله او جراء عدم قيام اي من الاجهزة الرقابية بعملها مما يؤدي الي توقف عجلة الانتاج بسبب الوهن الذي سيصحبه بسبب المرض اما الحل فهو بتفعيل دور الجهات الرقابية علي الاطعمة و تطبيق اقصي معايير الجودة في مصانع الاغذية و الاسمدة و المبيدات المستوردة من الخارج اذ لم يكن هناك بد و لكن من الافضل الاتجاه الي الزراعات العضوية و ايضا يجب ان تشدد الرقابة و تطبيق المعايير الصحية في كل ما يتعلق بصحة الانسان مما يضمن عدم اصابته باي من الامراض المزمنة العضوية و الاوبئة الي اقصي درجة

الامن العلاجي و هو ان يضمن المواطن انه اذا اصيب باي من الامراض او الاضرار فانه سوف يجد العلاج المناسب و المتوفر له اينما كان و الا يكون هناك تفريق في تقديم الخدمة علي اساس طبقي او ديني او نوعي فالكل متساوون في ذالك الحق و الرعاية و ان يضمن كل انسان ان حقه في العلاج لا يمس به شئ او شخص او هيئة و ان يكون العلاج الذي يحتاجه متوافر و بشكل كافي في سوق الدواء دون غلاء او معايير مختلفة سواء كانت في المفعول او المادة الفعالة اما الحل فيكون بتوفير الادوية عن طريق تصنيعها محليا بنفس الكفائة و المعايير الدولية و النهوض بالقطاع الصحي و المستشفيات و تعيين بها الاكفاء من الممرضين و الممرضات و الاطباء بالعدد الكافي لخدمة المواطنين و ان تكون الوزارة ضامنه لحصول كل فرد علي حقه الكامل في العلاج دون تمييز او مغالاة و ان يكون العلاج علي نفقة الدولة الاولوية فيه طبقا لحالة المريض الصحية فالحالات الحرجة لها الاولوية مع توفير الدواء بالمجان لغير القادريين علي تكاليف العلاج لاي سبب كان

الامن التعليمي ان تضمن الحكومة حصول كل فرد من افراد المجتمع علي القدر الكافي للعلم و التعليم الذي يؤهله لسوق العمل بشكل مناسب و تجعل منه فرد متعلم ينهض بالبلد سواء كان ذالك التعليم عالي او متوسط او فوق متوسط فالهيكل التعليمي يجب ان تدعمه الدولة في مراحله الاولي و الاساسية اي مرحلتي التعليم الابتدائي و الاعدادي و الثانوي اما ما بعد ذالك فتقوم الدولة بتقديم منح للمتفوقين و المتميزين في شتي المجالات و ايضا الدولة تقديم تعليم فني و متوسط و فوق متوسط يؤهل الفرد الي العثور علي فرصة العمل المناسبة له طبقا لما تعلمه و ان يكون التعليم الجامعي طبقا لاحتياجات الدولة للمجال حتي لا يكون لدينا بطالة في اي من التخصصات المعروفة لدينا و ان يتم تطوير التعليم بما يتناسب مع المجتمع المحيط و تطوراته السريعة اما التطبيق لذالك الامن فيكون باصلاح منظومة التعليم فلا تنتج لنا متعلميين لا يعلمون شئ و لعل او الخطوات لذالك الاصلاح هو الاهتمام بالمدرس و تقدير التقدير الكامل علميا و ادبيا و ماديا و ان تهدف الدولة الي جعل التعليم متعة و غاية و هدف و ان تتيح امام الطالب الوقت الكافي للهوايات و الاطلاع علي شتي مناحي الحياة و الاكثر من ذالك هي فرض مادة خاصة بالاداب و السلوكيات و الاخلاقيات للتدريس في المدارس و ايضا وجود مرشد تعليمي لكل فصل له اهتمامات مشتركة و ان يضمن كل ذالك منظومة من الشفافية بالقيام بالواجبات المحددة لكل الافراد في تلك المنظومة

فاذا حققنا كل ذالك استطعنا ان ننهض بالمجتمع و استطعنا ان نصبح مجتمع متقدم و استطعنا ان ندير عجلة الانتاج و لن نحتاج الي امن وطني يمارس سلطته القمعية بين افراد الشعب اي سيصبح جهاز لا قيمة له لذالك الامن الوطني الحالي بصورته التي لم تختلف كثيرا عن امن الدولة هو الفكر الكاذب الذي سيكون كالسيف في يد السياف - الداخلية و الحكومة - من اجل قمع اي راي مخالف او تفكير يهدم الجمود لذالك من الافضل ان تهتموا بذالك الامن لكي يصبح للوطن ملايين تحافظ علي امنه


مصر 2011

الخميس، 23 يونيو 2011

قمعاستان .... بلاد ليست من وقع الخيال

اولا قبل اي شئ ساعرفكم و اعطي لكم نبذه مختصرة عن قمعاستان ...... تقع قمعاستان في كوكب الارض ليس لها مكان محدد بل هي مترامية الاطراف فهي تكاد ان تغطي قارات الكوكب السبعة ليست لها لغة معينة ففيها كل اللغات و بها كل الديانات و لكن الديانة الرسمية للدولة هي الكفر ..... لا تتفاجئ فهم يكفرون باشياء كثيرة و كفرهم هذا كفر مقدس لديهم فهم يكفرون بالحرية عامة الا حرية ان يفعلوا ما يريدون هم يكفرون بالعدالة الا ان كانت في حقا لهم ياخذونه من الضعيف يكفرون بالتغير فهم يرون ان الحياة هي وجودهم و التغير هو الموت و انه من كثرة وجوده علي عرش الحكم فقد التصق فيه و اصبح جزئ منه ارتبط بيه ارتباط بيولوجي و كذالك التاج فاصبح كل مولود في تلك الاسرة الحاكمة يولد يجدوا في راسه ندب التاج و لمؤخرته بروز العرش تلك هي قمعاستان .

و لكن في يوم من الايام سمعنا في احد اركان تلك البلاد المحكومة من الحديد و النار و الكل فيها له مع تلك الزمرة الحاكمة تار سمعنا انه هناك قام الشعب بثورة ماذا ثورة تلك الكلمة سمعنها من زمن بعيد و تسائل الناس اليست تلك الكلمة التي ضحكوا بها علينا بان هناك ثورة صناعيه و تكنولوجيا و مازالنا نستخدم الالات فات عليها عشرات السنين و ثورتنا الزراعية جاءت لنا بالمسرطنات و ثورة الشباب كانت حركة توريث و لكن ما هي تلك الثورة التي اشتعلت و لم نسمع بها من قبل انها ثورة في جزئ من قمعاستان ثورة من اجل الايمان بالحرية و التغير و العدالة تلك التي يكفر بها قمعاستان و اخذنا نتابع الاخبار و الصورة و التحركات و علمنا ان الشباب المؤمن بما كفر الحكام - حكام قمعاستان - قد نجحوا و اسقطوا السلطان فاخذنا ندقق النظر فوجدنا انهم مثلنا نفس ظروفنا من القهر و الظلم و القمع هذا بالتاكيد لا يغفل عنكم لاننا في نفس النظام و في نفس الدولة قمعاستان

وقررنا ان نكون مثل تلك المحافظة التي تسمي تونس و اعددنا العدة و نزلنا الي الشوارع بكل غضب غضب الدم الذي اسيل من من ذالك الشعب من كل صاحب فكر من كل صاحب حق من كل حر من كل واحد قرر يؤمن بالحرية من كل واحد قرر يؤمن بالتغير من كل واحد بحث عن العدالة الدم الذي كان يهدف الي الا يكون ذالك الشعب خالد او حتي يصبح في يوم سعيد تلك الدماء التي تشربتها الارض و انبتت ثوار الثورة التي نمت فداخل كل واحد منا قرابيين من اجل الفرعون باختلاف اشكال تلك القرابين و في 18 يوم من الغضب و ثورة الدم و الحق و الحرية انتصرنا و اسقطنا اقوي نظام حاكم في منظومة قمعاستان و لكن للاسف بعد اسقطت قمعاستان نسينا ان بطبع الانسان انه كائن حي يعيش و يتعايش و يؤثر في ما حوله و يتاثر به نسينا ان بداخل كلا منا جزئ من قمعاستان التي كرهناها و لم يستطيع ان يتخلص منها

فمن ضحك علي ذالك الشعب و اوهمه ان التصويت بنعم او لا في استفتاء من اجل مصلحة شخصية دون اعمال العقل و التفكير او مصلحة و مستقبل امة و شعب و بالرغم من ذالك فقد ارتضي الكل بذالك و كل من اراد ان يبني هذه البلد من جديد انطلق يبني تلك البلاد بكل حب و بكل اخلاص و لكن انقلاب المجلس العسكري علي تلك الارادة برغم كونها خاطئة و لكنها ايضا من سمات قمعاستان و الادهي من ذالك ان يقوم من نادوا بالحرية بالنقلاب ع مطلب الشعب برغم ان تلك الثورة كانت من اجل الاحتكام الي الصندوق من اجل ان نرسي قواعد الديمقراطية و في اول اختبار ديمقراطي انقلاب الكل علي الكل و خون كلا منا الاخر و اصبحنا منشقين الي صفين صف يخون الاخر و صف يكفر الذي يخونه و بقي صف ثالث لا يعلوا صوته بسبب تراشق الصفين الاكبريين بالالفاظ و التهم و الاتهامات و وقف ممثلوا قمعاستان العسكريين يشاهدوان و يمرحون ان دولة قمع استان لم تسقط و استمروا ف المشاهدة

و للاسف الشديد ان قمعاستان حينما سقطت فهي سقطت اسما فقط و ليس فعلا فمن وجهة نظري ان قمعاستان مازالت قائمة من خدع الشعب فهو من قمعاستان و من اراد الانقلاب علي اختيارات الشعب فهو من قمعاستان و و من منع حرية التعبير و القضاء فهو من قمعاستان و من يرفض ان يصبح الاعلام حر فهو من قمعاستان و من يحاكم الاحرار المدنيين عسكريا فهو من قمعاستان و من حرق دور العبادة فهو من قمعاستان و من يريد العفو عن اي فاسد فهو من قمعاستان و من يتاخر في محاربة الفساد فهو من قمعاستان و من ينفذ تعليمات نظام قمعاستان بعد سقوطه فهو يريد ان يرجع نظام قمعاستان فبالرغم من موت نظام قمعاستان الا ان كلابه مازالوا يلهون و يخربون الشعب و الاكثر من ذالك يريدونه ان يعود للحياة

و لكي لا يعود ذالك النظام الي الحياه و ان يبعث من القبور مرتديا حلة جديد او ماسك جديد يجب ان يكون كل فرد فينا قادرا علي اسقاط قمعاستان من داخله هل انت قادر علي ذالك الطريقة سهلة جدا اكتب صفات قمعاستان التي كرهتها في ورقة في جانب و اكثب صفاتك التي تمارسها في جانب اخر من الصفحة و قارن بين الاثنين و امسح كل صفاتك المشتركة مع قمعاستان فان استطعت ذالك فقد استطعت ان تسقط قمعاستان


الأحد، 19 يونيو 2011

عفوا يا صديقي

اعلم ان وجودي ليس هو حجر الاساس
و ان رحيلي لا يعني شئ للناس
و ان الاشتياق لم يخلق لي في الاساس
حتي كوني وحيدا بين الناس
لا يسبب لي الهواجس و لا وسواس
منقسم بداخلي مشوش الافكار
ادور في فلكي وحيدا فلا قمر يصحبني
ولا نجما
ولا افرق في شيئا في الاساس
كلامي كالعدم
وجودي كالصنم
قد يسقط في يوما و لن يشعر بألم
انا لا انتمي الي ذالك المكان
العطاء من صفات الكرام
و الصفح من شيم المرام
عفوا صديقي فقد زاهدت الكلام
اصابعي تتحدث
الامي تتكدس
اتذكر تلك المائدة التي اجتمعنا حولها
اتذكر اول اجتماعتنا
اتذكر كيف مر الوقت بين ضحك و احلام
اتذكر كيف لن نرجع الي تلك المائدة
اتذكر تلك الاحلام
اتذكر اوقات الصعاب
اتذكر كل شئ جميلا لك معي
و عجبا لا تتذكر لي حتي سلام
اتذكر حينما رايتك تستغيث
رميت بما معي و هرولت لكي اغيث
و لم يهمني ماذا سافقد
رخيصا كان ام نفيس
لم اسعي لكي اكسب تعاطفك
او اكسب شيئا نفيس
ذالك الشعور البغيض
بانك دخان و رماد
بان كونك مغير قد مات
بانك قد استوي لديك
الحركة و الثبات
الحياة و الممات
الكلام و الصمت
فتجعلني اتسال
هل انا نكرة
ام ذالك انكار الذات
ام ذالك الذي كنت بالامس اعلمه
لم يكمل تعليمه
و اليوم له قرار
عفوا صديقي
لكن ذالك لي انهيار
عفوا صديقي لا تؤخذني
ان يوما فتحت عينك و لم تجد مني سوي السراب
عفوا صديقي
اني سارحل من تلك الديار
عفوا صديقي
فلست مثل خيل الحكومة
يقتلها انتظار طلق النار
و اني اتاسف منك
ان كنت في يوما قد وضعتك في حيرة
او تسببت لكي في احراج
كفي يا صديقي ما مر علينا من زمان
عفوا يا صديقي
فبرغم حبي لك
و برغم استمتعي بذالك الابداع
و برغم محاولاتي التي لم تنال الاقناع
فقد تساوي لدي الابداع و الاتباع
عفوا يا صديقي
فانك لم تلتفت لتلك السنين
و أن احتجتني في يوم
سوف تجدني اسبق الناس الي جوارك
سوف تجد يدي في يدك
سوف تجد نبضي نبضك
و قلبي قلبك
فمهما كان
و مهما مر الزمان
انا و انت روحان
في نفس الكيان

الخميس، 16 يونيو 2011

الحرية

اولا ارجو ان يتسع صدرك يا صديقي لما هو قادم من سطور ولا تتعجل في الحكم و لا تستنكر الا بعد ان تنتهي من القراءة و الفهم و التدقيق و انا واثق انك لن تحتاج للاخيرة لانني ساحاول ان انقل لك الصورة كما اراها و كما يجب ان يرها الناس و عذرا يا صديقي لا تعتبر هذا وصاية مني افرضها عليك فانت الي الان مازال لديك الحرية الكاملة في ان تكمل الموضوع الي ما تشاء او ان تغير تلك الصفحة بكل ما فيها .... الان افترض انك قررت ان تسلك معي تلك الرحلة التي استغرقت مني اكثر من اسبوع و اكثر من لقاء مع العديد و العديد من الطوائف السياسية المختلفة الدينية و الغير دينية و العديد من الافراد السياسيين و الغير سياسيين علي حد سواء .
اولا سنبدأ بسؤال ما هو مفهوم الحرية ... تحير الكثيرين في تعريف الحرية لان و ببساطة شديدة لا يوجد نموزج اساسي للحرية ولا يوجد قياس لها في اي مكان اي لا يوجد لها نمط ثابت يمكن القياس عليه فهناك البعض يعرف الحرية علي انها ان تكون قادر علي ان تفعل ما تشاء دون قيود و دون اي رقيب اي فيما يشبه الانفلات و هناك من يري ان الحرية هي ابداء الراي بحرية دون التعرض لقهر او اجبار او معاقبة نتيجة لرايه و هناك من يري ان الحرية ان يكون قادر علي اعتناق ما شاء من معتقدات دون الرجوع الي احد و هناك من يري ان الحرية هي الا يحجر احد علي اهوائه لذالك يختلف مفهوم و نوع الحرية من فرد الي اخر طبقا للقهر الممارس عليه من اي جهه
منذ بداية الخامس و العشرين من يناير لعام 2011 الموافق يوم الثلاثاء و المعلن و المعروف انه كان عيد للشرطة المصرية التي تحولت في ثلاثيين عام من شرطة مصرية الي كلاب مباركية لا تحمي الا النظام المالك الديكتاتوري في بلاد شمس الحرية فهم كانوا قد اطفؤا تلك الشمس ببنادقهم و كرابيجهم و هرواتهم و دروعهم و خوذهم السوداء في ذالك اليوم نزلت للشارع و لم اضع في بالي ان كنت ساعود لبيتي ام لا و كان اول نداء سمعته هو تغير حرية عدالة اجتماعية دعنا من الكلمة الاولي و لنناقش الثانية الحرية لان تعريفي للحرية من الناحية السياسية ان من حق الشعب ان يختار القائم بالحكم او بمهام الحاكم او الموكل عنه لادارة شئون البلاد بكامل ارادته و اقتناعه الكامل دون تدخل او املاء من احد ايا كان ذالك الشخص من اول يوم قلنا ان الحرية للشعب لكي يختار من سيحكمه و لن انسي ان من كانوا يقولون علينا اننا عملاء من من اشتعلت رؤسهم بالاستبداد و حالة الابوية بينهم و بين الحكومة انهم قالوا سوف ياتي الاخوان ليحكموا فكان ردنا لياتي من ياتي فقد اخترنا الحرية و الشعب حر في اختياراته سواء جاء الاخوان او غيرهم سوف يكونوا قد اتوا الي ذالك المنصب براي حر و ارادة شعب و حينما قال عمر سليمان ان الشعب المصري غير مهيا للحرية الان قام الكل و انتفض و قالوا اننا قادرين علي الحرية و نحن واعون سياسيا و ان ما نريده هي دولة مدنية الكل كان يريد دولة مدنية باختلاف تعريفها و لكني واثق تمام الثقة ان لم يكن مطروحا من ضمن تلك التعريفات تعريف دولة مدنية بمرجعية اسلامية لان الدولة المدنية ليس لها مرجعية و المرجعية الوحيدة التي يمكن ان تاخذها هي مرجعية سياسية طبقا لما يختاره الشعب سواء اختار ان يحكمه حزب ليبرالي او اشتراكي او حتي حزب علي اساس ديني فمرجعية الدولة ترجع الي النظام القائم علي الحكم و لكننا تفاجئنا في اول اختبار ان من كنا نقول انهم شركاء في الوطن و ان ما يتعرضون له هو ظلم سواء بالاعتقالات او القبض و التعذيب قد باعوا الثورة من اجل مجدهم باعوا من افنوا ارواحهم و تشربت دمائهم تلك الارض و اعجبتهم تلك التورتة المزينة بدماء الشهداء تلك الدماء التي اختلطت تلك الرصاصات التي لم تفرق بينا من يقول الله و اكبر و بين من يقول الله محبة لم تفرق بين من اطلق لحيته او حلقها لم تفرق بين ابيض او اسود ليئتوا و يفرقوا في اشهر احداث الخيانة لمن تعهدوا لهم انهم متماسكون فرقوا الصف بارادتهم فقالوا للاستفتاء نعم و ان الدين الاسلامي يقول نعم و ان الكفرة و الملحدين و الليبراليين و الاشتركيين يقولون لا استغلوا ان ذالك الشعب ياخذ ثقافته من الافلام و يري فيها ان من في المعتقلات واحد من هؤلاء و ان هذه تهم و استغلوا ان الشعب المصري هو شعب يحن الي الدين فكانت النتيجة نعم ليحيوا بذالك الدستور الذي اسقط شرعيته في اشارة انهم لا يريدون ان يسقطوا مبارك و لكن ليستبدلوا مبارك بمبارك اخر و لكن هذه المرة بلحية يقهر باسم الدين تلك النية الواضحة تمام و بعد ذالك اخذوا يتكلمون باسم الشعب و اخذوا يتكلمون باسم الدين و يتعالون و كان تلك الثورة هي ثورتهم و انه سيتنازلون عن جزئ من حقهم و كانه زكاة مال
في هذه الاثناء كلا منا اخذ يستبد برايه و ظهرت عبارة ان ذالك الشعب غير مستعد للديمقراطية من من كانوا يستنكرونها من عمر سليمان و الغريب في الامر ان الجيش قد ضرب بتلك الحرية عرض الحائط و اصدر اعلان دستوري لعلمه ان قرار بالتعديلات لم يكن صحيحا و ان ما قام به خطئ لا يغتفر و تتابع الاحداث لنصل ان المجتمع يكفر بعضه و يتهمه بالاستبداد و الالتفاف حول الديمقراطية التي قام هو بالالتفاف عليها قبل ذالك فالناس لم تقل نعم للدين و لم تقل نعم لشرعية المجلس العسكري و لم تقل نعم للاخوان و لكن الناس ارادوا ان يقولوا نعم ولو لمرة بحريتهم دون ان تفرض عليهم و الان يريدون ان تكتمل فصول المسرحية كما يريدوها لا كما يريدها الشعب فالشعب لم يتعلم معني الحرية و انها ليس لها نموزج و لم يتعلم ان الليبرالية و الاشتراكية المصرية ليست كفر فقد تربي علي فكر جامد لا يتغير بسهولة
فيجب ان يعرف ان الحرية تحدها قوانين و اعراف ان الحرية هي ان افعل ما اريد دون ان اقضي علي حرية غيري حرية الاعتقاد حرية العقيده حرية الفكر فلا يتم تكفيري لراي ما حرية ممارسة السياسة حرية في كل شئ حرية الاعلام
و في النهاية اتمني ان يتعلم الشعب ان الحرية ليست ان تقف في وسط الشارع تتحدث في الموبيل و توقف المرور ان الحرية ليس ان تشغل الاغاني بصوت يصم الاذن ان الحرية ليست الانفراد بالراي الحرية ليست ان كل من هو مخالف لك في الراي كافر او مخطئ ان الحرية ليست قهر فنحن لم نسقط مبارك لننصب انفسنا مكانه
الحرية هي تلك الديمقراطية الواعية في دول يحميها القانون و ينظم امورها دون قهر او اعطاء ميزه لفئة ما بسبب لون او اعتقاد او دين او لغة او انتماء فالكل يقع تحت مظلة القانون و تتم محاسبته بالقانون دون تفريق

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

دكتور يحيي المشد واجب علينا تذكرك

العالم المصري يحيى المشد هو واحد من أهم عشرة علماء على مستوى العالم في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية، كان هدفا للمخابرات الإسرائيلية بعدما وافق المشد على العرض العراقي للمشاركة في المشروع النووي الذي وفرت له العراق كل الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي.

ولد د. يحيى المشد في 11/1/1932 .. وبعد دراسته التي أبدى فيها تفوقا رائعا حصل على بكالوريوس الهندسة قسم الكهرباء من جامعة الإسكندرية وكان ترتيبه الثالث على دفعته مما جعله يستحق بعثة دراسية عام 1956 لنيل درجة الدكتوراة من جامعة كامبريدج -لندن- ولكن ولظروف العدوان الثلاثي تم تغيير مسار البعثة إلى موسكو ..

وقبل أن يسافر تم زفافه على إحدى بنات عمه وسافرت معه هناك ليقضيا ست سنوات يعود بعدها لمصر واحداً من أهم عشرة علماء على مستوى العالم في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية ..

عقب عودته التحق بهيئة الطاقة الذرية المصرية .. التي كان أنشأها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. الذي أمر أيضاً قبل ذلك بعام بإنشاء قسم للهندسة النووية في جامعة الإسكندرية.. انتقل إليه المشد حتى صار رئيسه عام 68 بعد سنوات قليلة من عمله كأستاذ مساعد ثم كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية..

أشرف الدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية على أكثر من 30 رسالة دكتوراه، ونُشر باسمه خمسون بحثاً علميًّا ..

تركزت معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم في المعاملات النووية.. بعدها بفترة بسيطة تلقى عرضاً للتدريس في النرويج وبالفعل سافر.. ومعه زوجته أيضا ليقوم بالتدريس في مجاله..

وهناك تلقى عروضا كثيرة لمنحه الجنسية النرويجية بلغت أحيانا درجة المطاردة طوال اليوم.. والمعروف أن النرويج هي إحدى مراكز اللوبي الصهيوني في أوروبا وهي التي خرج منها اتفاق اوسلو الشهير..

رفض الدكتور يحيى المشد كل هذه العروض لكن أثار انتباهه هناك الإعلام الموجه لخدمة الصهيونية العالمية.. وتجاهل حق الفلسطينيين وأزمتهم فما كان منه إلا أن جهز خطبة طويلة بشكل علمي منمق حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين..وانتهز فرصة دعوته لإحدى الندوات المفتوحة وهناك قال كلمته التي أثارت إعجاب الكثيرين ولكنها أثارت غضب اللوبي الصهيوني والموساد في النرويج وكانت هذه الخطبة سببا في بداية ترصد خطواته وتعقبه.. خصوصا وانه قد تحدث بلسان العلم في السياسة، وعندما يجتمع الاثنان على لسان واحد فالمجال مفتوح للاتهام بالعصبية والشوفينية كمبرر أول لإعلان الكراهية..

وبدأت المضايقات الشديدة للدكتور العالم من الجهات المعادية للعروبة ولفلسطين .. فقرر الدكتور المشد العودة إلى القاهرة ..

وفي الثالث عشر من يونيو (حزيران) عام 1980 وفي حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس وقُيدتْ القضية ضد مجهول رغم أن كل العالم كان على علم بأن الموساد الإسرائيلي هو من قام بهذه العملية. ولم يكتفِ بهذا الحد, ففي ضاحية "سان ميشيل" بعدها بأقل من شهر كانت أهم شاهدة في القضية العاهرة (ماري كلود ماجال) تغادر أحد بارات باريس الرخيصة, وقد بدا لمن يراها هكذا في الشارع وكأنها مخمورة، منظر مألوف في هذه الضاحية بعد منتصف الليل. لكن غير المألوف أنها وقد كانت تعبر الشارع دهستها سيارة مجهولة لم يعثر عليها حتى اليوم، مرة أخرى قيدت القضية ضد مجهول.
ملابسات الاغتيال


أول ما نسبوه للمشد أن الموساد استطاع اغتياله عن طريق مومس فرنسية، إلا أنه ثبت عدم صحة هذا الكلام؛ حيث أن "ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها -الشاهدة الوحيدة- وهي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة، أكدت في شهادتها أنه رفض تماماً مجرد التحدث معها، وأنها ظلت تقف أمام غرفته لعله يغيّر رأيه, حتى سمعت ضجة بالحجرة. ثم اغتيلت أيضاً هذه الشاهدة الوحيدة.

كما تدافع عنه وبشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيث قالت: "يحيى كان رجلاً محترماً بكل معنى الكلمة، وأخلاقه لا يختلف عليها اثنان. ويحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي، تربينا سويًّا منذ الصغر؛ ولذلك أنا أعلم جيداً أخلاقه، ولم يكن له في هذه "السكك", حتى أنه لم يكن يسهر خارج المنزل، إنما كان من عمله لمنزله والعكس.

وقيل أيضاً أن هناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه. وإذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموساد قائلين: "إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل؛ فالرد دائماً يأتي". ولماذا لا يكون هذا الأسلوب اتّبِع لكي تبتعد الشبهات عن الموساد؟

ودليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتل المشد، والغريب أيضاً والمثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشد بنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كما ذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته، إلا أنهم في العراق وثقوا فيه بعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى.
البداية في العراق


في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع 1975 كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك كافة أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري, والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي. وكعادة الاغتيالات دائماً ما تحاط بالتعتيم الإعلامي والسرية والشكوك المتعددة حول طريقة الاغتيال.

والغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق, قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضر الجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة, حيث أن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد. وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صرف بناءً على أوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج). ومعاش ضئيل من الشؤون الاجتماعية التي لم تراعِ وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير.

كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها. ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث. وبقي ملف المشد مقفولاً، وبقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول. وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد.

الخميس، 9 يونيو 2011

اثار العصر المباركي

اعلم انني اتكلم عن عهد عاش فيه معظمنا و الاكثرية مننا لم يري او يعيش غيره و دون ادني شك فان ذالك العصر يمثل الجزئ الاسود من تاريخ مصر الذي يظهر علي علمها الذي احلم ان يكون دائما خفاق عالي لا ينحني و يرفع الكل هامته من اجل النظر أليه فبلدنا العزيزة المحروسة مصر لها الكثير من الاثار المتراكمة من كل العصور و الالوان و الازمان فجزورها ضاربة في التاريخ القديم و الحديث و فروعها تعرضت للكتير من التقليم تارة و للجفاف تارة و قليلا من الاوقات المزدهرة التي كستها الحرية

فالكل يعلم ان الاهرامات و ابو الهول و المعابد و ما شابه من تلك الاشياء من اثار العصر الفرعوني و هناك القليل من الاثار من العصر الروماني و اليوناني و العصر و البطلمي و الكثير من الاثار القبطية من اديرة و كنائس و اماكن و مزارات مقدسة و هناك ايضا المساجد و القصور و القلاع من العصر الاسلامي ( فن العمارة ) و المملوكي و ايضا في العصر الحديث هناك العديد من الاثار السد العالي و برج القاهرة و مبني ماسبيرو - بصرف النظر عن ما بداخله - و لكن اسال نفسي ما هي اثار العصر المباركي علي مصر او الوطن المصري

اولا ساوضح لكم ان الدولة او الوطن او القطر هو عبارة عن افراد لديهم حكومة و نظام و قانون و القائم عليه و منفذه اذن فالدولة في الاساس هي ملك للمواطنين و ان ما يمثل الدولة هم الافراد المقمين علي تلك الارض فنحن الدولة

ثانيا الاثار هي ما يترك من عصر سالف الي عصر اخر ياتي بعده يتمثل في الارث الثقافي او سياسي او منهجي او فني او اقتصادي او علمي ليستفيد منه القادمون باي صورة كانت مادية او غير ذالك

فعندما جلست افكر في ما ترك العصر المباركي علينا و ما الارث الذي تركه فوجدت الاتي :

1- المجال الاقتصادي : ترك ذالك العصر المباركي ارثا ثقيلا من ديون و اتفاقيات تاتي بالسلب علي الجانب المصري ابتداء من تصدير الغاز المصري الي اسرائيل بارخص من السعرين المحلي و العالمي و مرورا باتفاقيات استيراد البنزين و ايضا الكثير من المحروقات من الخارج و التي قد تكون خارج المواصفة او مخالفة للشروط البيئية من حيث نسب المواد الخطرة ع صحة الانسان و البيئة المحيطة مرورا بتدمير صناعة الغزل و النسيج المصرية و اتفاقية الكويز و اتفاقيات تصدير الخضروات و الفاكهة الممتازة الخالية من المواد المسرطنة و المواد المشعة و المزروعة بطريقة عضوية الي الخارج و ايضا تصدير القمح المصري الاسمر الطبيعي الي الخارج و بالتحديد امريكا و جلب خضار و فاكهة معدلة جينيا و قمح معدل وراثيا مما يؤثر علي صحة الانسان المصري البسيط

2- المجال الزراعي : استطاع ذالك العصر ان يدمر الارض الزراعية المصرية التي كانت تعطي للمملكة الرومانية الغلال و الزراعات طوال العام دون قلة او ندره و ايضا عدم الاهتمام بالفلاح المصري البسيط القائم علي تلك الارض و الاهمال في النواحي المساعدة بل ساعد ذالك العصر ليس فقط علي انهيار الزراع بل تسميم و سرطنة ما تبقي منها بالمبيدات المسرطنة و الاسمدة المسممة للاراضي و الزرع و للانسان ايضا و لم يعي او يعطي لذالك الفاس اي اهتمام و لم يعلم ان ذالك الفأس الذي يزرع قد يهدم ايضا

3- المجال الصناعي : لقد كان ذالك العصر هو عصر اضمحلال الصناعة المصرية بل و انعدمها فقد عمد ذالك النظام الي اكل و اختلاس حقوق العمال المصريين و بيع المصانع الحكومية الي القطاع الخاص دون ضوابط و دون ادني ضمان لحقوق تلك العمال الامر الذي ادي بطبيعة الحال الي تشريد تلك العمالة بحجة تقليل النفقات و جعل اعداد العاطليين عن العمل في ازدياد يوما بعد يوم بل و بسبب عدم الاهتمام بالباقية الباقية و عدم تقدير الكفاءات مما جعلها اما ان تهرب الي الخارج او ان تسكن في تابوت الروتين مما خلق لدينا البطالة المقنعة و تسبب الفساد الاداري - الموجود الي الان - الي تعين من هم ليسوا اكفاء في احد المصانع او الشركات و حرمان صاحب الحق و الكفاءة من نيل حتي فرصة التجربه بسبب الوسطة و المحسوبية بل ايضا الرشوة فخلق لدينا منظومة فاسدة في كل عجلة انتاج فهي كالمسمار الذي يهتك تلك العجلة فتجعلها غير قادره علي الدوران او الانتاج

4- المجال الثقافي : بالرغم ان كان في ذالك العصر الكثير من الحملات منها طويلة الاجل و منها قصيرة الاجل فقد خلق هذا العصر نوع جديد من المتعلميين الغير مثقفين فهم بالامس كان ليس لديهم ما يدفع للقراءة و بعد ذالك تحول الي نوع من الكسل و اعتبرها او تحيلها من شئ اساسي الي جزئ من الرفاهية فانشغل الكل بسبب الظروف المعيشية الصعبة الي البحث عن غذاء الجسد و سد احتيجاته عن البحث عن غذاء الروح

5- مجال التعليم : انتج هذا العصر و لاول مرة المتعلم الجاهل او بالاصح الامي فالكثير من الاطفال المتخرجين من المراحل الابتدائية و الاعدادية غير قادرين علي ان يكتبوا اسمائهم و هذا ليس عيب فيهم بل هو عيب في منظومة التعليم فالمدرس لا يهتم لكثرة عدد الطلبة و البيت منشغل في البحث عن لقمة العيش و سد احتيجات افراده و ان امكن المحاولات في تامين مستقبل الاولاد في المستقبل و لم يهتم به لكي يكون هو المستقبل

6- المجال الصحي : بفضل الاغذية الملوثة و المسرطنة استطاع ذالك النظام ان يضع البلاد علي حافة الانهيار الصحي فاكثر من خمسين بالمئة من الشعب مصاب بفيرس سي بسبب الدم الملوث و اصبح فيرس سي يصنف كمرض وبائي في مصر و ايضا انتشار الايدز و امراض الكلي و السرطنات بجميع انوعها بل وصل الامر الي ان اصبحت تلك الامراض تولد مع الطفل منذ اول يوم له و استطاع ان يجعل مصر خارج التصنيف الصحي العالمي لعدم توافر مقومات الصحة العالمية في مصر و عدم الاهتمام بصحة المواطن المصري فقد جعلته مرتع للامراض

7- المجال السياسي : افقد ذالك النظام مصر مكانتها السياسية في الوطن العربي و افريقيا و حولها الي تابع و اداه في يد من يدفع اكثر له و ليس لمصر فقد تخلي عن القضية الفلسطينية و انحاز الي الجانب الصهيوني و تعامل مع افريقيا كالسيد بين عبيده و جعل من مصر اضحوكة عربية و عالمية فالسياسة المصرية التي كانت قوية لم تستطيع ان توقف الطوفان الامريكي علي العراق و افغانستان بل انحازت الحكومة المصرية الي الجانب الامريكي برغم كوننا من دول عدم الانحياز و لا ننسي دور ذالك النظام في تدمير الحياة السياسية و النيابية داخل مصر بالارهاب العادي او الارهاب الميري المتمثل في مباحث امن الدولة و لا ننسي الاغتيالات في صورة الانتحار او حوادث تقيد ضد مجهول مما ادخل البلاد الي نفق الجهل السياسي

8- مجال البحث العلمي : انهار البحث العلمي و هرب الكوادر العلمية القادرة ع التفكير و الابداع و الاختراع الي خارج البلاد لعدم توافر المناخ المناسب لذالك فالدكتور مجدي يعقوب و احمد زويل و محمد السيد و النشوئاتي و الكثير و الكثير غيرهم من طلبة و اساتذه برعوا و ابدعوا بل وصل الحد الي التعتيم عليهم و عدم ذكرهم او تكريمهم حتي لا يكون هناك امل في اي شئ فالبحث العلمي حجر اساس للنهضة في اي بلد في العالم

9- مجال الاعلام : جعل ذالك النظام من الاعلام وسيلة كذب و خداع بل و جعله صوته هو دون غيره الذي يقول ما يرضيه و يترك ما يسخطه و يدينه فقد كان كالسوط في يد النظام من يكشف فسادا يشوه في الاعلام و من يظهر ظلما يصبح مشوها للصورة المصرية و مسيرة التنمية و من يحاول ان يجعل عيون الناس تفتح يصبح عميلا و لا احد يحتاج الي اثبات علي ذالك فيكفي ما شهدناه ايام الثورة

دلوقتي نسال نفسنا ايه الحل ........ الجواب بسيط الحل هو التنمية الشاملة بخطط عشارية وطنية يجب تنفيذها في اي عهد و في فترة حكم توضع جنبا الي جنب الخطط الفرعية ولا يمكن الغائها لان من سيضعها و يضع ملامحها نخبة من الاقتصاديين و الاجتماعيين و المخططين الاكفاء المعروفين في هذا المجال و ان لم نجد فهناك شركات متخصصة في ذالك و لكن اسمحوا لي ان اضع ملامح لهذه الخطة كما اتمنها

اولا يكون الاعلام المصري المقروء و المسموع و المرئ مستقلا تمام لا يلقي دعما من الدولة يبقي طالما قادرا علي المنافسة و يسقط ان لم يكن قادرا علي المنافسة

ثانيا ان يوجه دخل الدولة من القطاعات الحيوية الي التنمية المحسوبة في مجالات الصناعة و الزراعة و الاهتما بشكل متوازي مع ذالك بثلاثة اشياء رئيسة و هي التعليم و الصحة و البحث العلمي لمدة لا تقل عن 15 عاما - يكون لهم الاولوية - ثم بعد ذالك انتظر النهضة التي تحلم بها

المجال الزراعي تنفيذ ممر التنمية وهذا سيجعل الرقعة الزراعية تزداد دون شك و العودة الي اساليب الزراعة الحديثة و لكن بصورة طبيعية و الرفع من مستوي الفلاح المصري زراعيا و تقديم التقدير المادي الكافي له حتي لا يترك الزراعة و لا شك ان كل ذالك سيعود بالنفعة علي الاقتصاد و الصناعة مما سيحسن من الصناعة المصرية و يجعلها مطلوبة عالميا و سيفتح امامك الاستثمارات الخارجية اما علي المستوي السياسي الاقليمي يجب ان تكون مصر داعمة للثورات العربية و ان تتجه جنوبا الي افريقيا و تفتح سوقا للمنتجات المصرية في افريقيا و الدول العربية و محاولة تحقيق اكتفاء ذاتي كافي للبلاد و يجعلها قوة اقتصادية و يعيد لها هيبتها السياسية

و في النهاية عايز اشوف اراكم و اقتراحتكم من اجل التخلص من اثار العصر المباركي