إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 16 يونيو 2011

الحرية

اولا ارجو ان يتسع صدرك يا صديقي لما هو قادم من سطور ولا تتعجل في الحكم و لا تستنكر الا بعد ان تنتهي من القراءة و الفهم و التدقيق و انا واثق انك لن تحتاج للاخيرة لانني ساحاول ان انقل لك الصورة كما اراها و كما يجب ان يرها الناس و عذرا يا صديقي لا تعتبر هذا وصاية مني افرضها عليك فانت الي الان مازال لديك الحرية الكاملة في ان تكمل الموضوع الي ما تشاء او ان تغير تلك الصفحة بكل ما فيها .... الان افترض انك قررت ان تسلك معي تلك الرحلة التي استغرقت مني اكثر من اسبوع و اكثر من لقاء مع العديد و العديد من الطوائف السياسية المختلفة الدينية و الغير دينية و العديد من الافراد السياسيين و الغير سياسيين علي حد سواء .
اولا سنبدأ بسؤال ما هو مفهوم الحرية ... تحير الكثيرين في تعريف الحرية لان و ببساطة شديدة لا يوجد نموزج اساسي للحرية ولا يوجد قياس لها في اي مكان اي لا يوجد لها نمط ثابت يمكن القياس عليه فهناك البعض يعرف الحرية علي انها ان تكون قادر علي ان تفعل ما تشاء دون قيود و دون اي رقيب اي فيما يشبه الانفلات و هناك من يري ان الحرية هي ابداء الراي بحرية دون التعرض لقهر او اجبار او معاقبة نتيجة لرايه و هناك من يري ان الحرية ان يكون قادر علي اعتناق ما شاء من معتقدات دون الرجوع الي احد و هناك من يري ان الحرية هي الا يحجر احد علي اهوائه لذالك يختلف مفهوم و نوع الحرية من فرد الي اخر طبقا للقهر الممارس عليه من اي جهه
منذ بداية الخامس و العشرين من يناير لعام 2011 الموافق يوم الثلاثاء و المعلن و المعروف انه كان عيد للشرطة المصرية التي تحولت في ثلاثيين عام من شرطة مصرية الي كلاب مباركية لا تحمي الا النظام المالك الديكتاتوري في بلاد شمس الحرية فهم كانوا قد اطفؤا تلك الشمس ببنادقهم و كرابيجهم و هرواتهم و دروعهم و خوذهم السوداء في ذالك اليوم نزلت للشارع و لم اضع في بالي ان كنت ساعود لبيتي ام لا و كان اول نداء سمعته هو تغير حرية عدالة اجتماعية دعنا من الكلمة الاولي و لنناقش الثانية الحرية لان تعريفي للحرية من الناحية السياسية ان من حق الشعب ان يختار القائم بالحكم او بمهام الحاكم او الموكل عنه لادارة شئون البلاد بكامل ارادته و اقتناعه الكامل دون تدخل او املاء من احد ايا كان ذالك الشخص من اول يوم قلنا ان الحرية للشعب لكي يختار من سيحكمه و لن انسي ان من كانوا يقولون علينا اننا عملاء من من اشتعلت رؤسهم بالاستبداد و حالة الابوية بينهم و بين الحكومة انهم قالوا سوف ياتي الاخوان ليحكموا فكان ردنا لياتي من ياتي فقد اخترنا الحرية و الشعب حر في اختياراته سواء جاء الاخوان او غيرهم سوف يكونوا قد اتوا الي ذالك المنصب براي حر و ارادة شعب و حينما قال عمر سليمان ان الشعب المصري غير مهيا للحرية الان قام الكل و انتفض و قالوا اننا قادرين علي الحرية و نحن واعون سياسيا و ان ما نريده هي دولة مدنية الكل كان يريد دولة مدنية باختلاف تعريفها و لكني واثق تمام الثقة ان لم يكن مطروحا من ضمن تلك التعريفات تعريف دولة مدنية بمرجعية اسلامية لان الدولة المدنية ليس لها مرجعية و المرجعية الوحيدة التي يمكن ان تاخذها هي مرجعية سياسية طبقا لما يختاره الشعب سواء اختار ان يحكمه حزب ليبرالي او اشتراكي او حتي حزب علي اساس ديني فمرجعية الدولة ترجع الي النظام القائم علي الحكم و لكننا تفاجئنا في اول اختبار ان من كنا نقول انهم شركاء في الوطن و ان ما يتعرضون له هو ظلم سواء بالاعتقالات او القبض و التعذيب قد باعوا الثورة من اجل مجدهم باعوا من افنوا ارواحهم و تشربت دمائهم تلك الارض و اعجبتهم تلك التورتة المزينة بدماء الشهداء تلك الدماء التي اختلطت تلك الرصاصات التي لم تفرق بينا من يقول الله و اكبر و بين من يقول الله محبة لم تفرق بين من اطلق لحيته او حلقها لم تفرق بين ابيض او اسود ليئتوا و يفرقوا في اشهر احداث الخيانة لمن تعهدوا لهم انهم متماسكون فرقوا الصف بارادتهم فقالوا للاستفتاء نعم و ان الدين الاسلامي يقول نعم و ان الكفرة و الملحدين و الليبراليين و الاشتركيين يقولون لا استغلوا ان ذالك الشعب ياخذ ثقافته من الافلام و يري فيها ان من في المعتقلات واحد من هؤلاء و ان هذه تهم و استغلوا ان الشعب المصري هو شعب يحن الي الدين فكانت النتيجة نعم ليحيوا بذالك الدستور الذي اسقط شرعيته في اشارة انهم لا يريدون ان يسقطوا مبارك و لكن ليستبدلوا مبارك بمبارك اخر و لكن هذه المرة بلحية يقهر باسم الدين تلك النية الواضحة تمام و بعد ذالك اخذوا يتكلمون باسم الشعب و اخذوا يتكلمون باسم الدين و يتعالون و كان تلك الثورة هي ثورتهم و انه سيتنازلون عن جزئ من حقهم و كانه زكاة مال
في هذه الاثناء كلا منا اخذ يستبد برايه و ظهرت عبارة ان ذالك الشعب غير مستعد للديمقراطية من من كانوا يستنكرونها من عمر سليمان و الغريب في الامر ان الجيش قد ضرب بتلك الحرية عرض الحائط و اصدر اعلان دستوري لعلمه ان قرار بالتعديلات لم يكن صحيحا و ان ما قام به خطئ لا يغتفر و تتابع الاحداث لنصل ان المجتمع يكفر بعضه و يتهمه بالاستبداد و الالتفاف حول الديمقراطية التي قام هو بالالتفاف عليها قبل ذالك فالناس لم تقل نعم للدين و لم تقل نعم لشرعية المجلس العسكري و لم تقل نعم للاخوان و لكن الناس ارادوا ان يقولوا نعم ولو لمرة بحريتهم دون ان تفرض عليهم و الان يريدون ان تكتمل فصول المسرحية كما يريدوها لا كما يريدها الشعب فالشعب لم يتعلم معني الحرية و انها ليس لها نموزج و لم يتعلم ان الليبرالية و الاشتراكية المصرية ليست كفر فقد تربي علي فكر جامد لا يتغير بسهولة
فيجب ان يعرف ان الحرية تحدها قوانين و اعراف ان الحرية هي ان افعل ما اريد دون ان اقضي علي حرية غيري حرية الاعتقاد حرية العقيده حرية الفكر فلا يتم تكفيري لراي ما حرية ممارسة السياسة حرية في كل شئ حرية الاعلام
و في النهاية اتمني ان يتعلم الشعب ان الحرية ليست ان تقف في وسط الشارع تتحدث في الموبيل و توقف المرور ان الحرية ليس ان تشغل الاغاني بصوت يصم الاذن ان الحرية ليست الانفراد بالراي الحرية ليست ان كل من هو مخالف لك في الراي كافر او مخطئ ان الحرية ليست قهر فنحن لم نسقط مبارك لننصب انفسنا مكانه
الحرية هي تلك الديمقراطية الواعية في دول يحميها القانون و ينظم امورها دون قهر او اعطاء ميزه لفئة ما بسبب لون او اعتقاد او دين او لغة او انتماء فالكل يقع تحت مظلة القانون و تتم محاسبته بالقانون دون تفريق

ليست هناك تعليقات: