إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 9 يونيو 2011

اثار العصر المباركي

اعلم انني اتكلم عن عهد عاش فيه معظمنا و الاكثرية مننا لم يري او يعيش غيره و دون ادني شك فان ذالك العصر يمثل الجزئ الاسود من تاريخ مصر الذي يظهر علي علمها الذي احلم ان يكون دائما خفاق عالي لا ينحني و يرفع الكل هامته من اجل النظر أليه فبلدنا العزيزة المحروسة مصر لها الكثير من الاثار المتراكمة من كل العصور و الالوان و الازمان فجزورها ضاربة في التاريخ القديم و الحديث و فروعها تعرضت للكتير من التقليم تارة و للجفاف تارة و قليلا من الاوقات المزدهرة التي كستها الحرية

فالكل يعلم ان الاهرامات و ابو الهول و المعابد و ما شابه من تلك الاشياء من اثار العصر الفرعوني و هناك القليل من الاثار من العصر الروماني و اليوناني و العصر و البطلمي و الكثير من الاثار القبطية من اديرة و كنائس و اماكن و مزارات مقدسة و هناك ايضا المساجد و القصور و القلاع من العصر الاسلامي ( فن العمارة ) و المملوكي و ايضا في العصر الحديث هناك العديد من الاثار السد العالي و برج القاهرة و مبني ماسبيرو - بصرف النظر عن ما بداخله - و لكن اسال نفسي ما هي اثار العصر المباركي علي مصر او الوطن المصري

اولا ساوضح لكم ان الدولة او الوطن او القطر هو عبارة عن افراد لديهم حكومة و نظام و قانون و القائم عليه و منفذه اذن فالدولة في الاساس هي ملك للمواطنين و ان ما يمثل الدولة هم الافراد المقمين علي تلك الارض فنحن الدولة

ثانيا الاثار هي ما يترك من عصر سالف الي عصر اخر ياتي بعده يتمثل في الارث الثقافي او سياسي او منهجي او فني او اقتصادي او علمي ليستفيد منه القادمون باي صورة كانت مادية او غير ذالك

فعندما جلست افكر في ما ترك العصر المباركي علينا و ما الارث الذي تركه فوجدت الاتي :

1- المجال الاقتصادي : ترك ذالك العصر المباركي ارثا ثقيلا من ديون و اتفاقيات تاتي بالسلب علي الجانب المصري ابتداء من تصدير الغاز المصري الي اسرائيل بارخص من السعرين المحلي و العالمي و مرورا باتفاقيات استيراد البنزين و ايضا الكثير من المحروقات من الخارج و التي قد تكون خارج المواصفة او مخالفة للشروط البيئية من حيث نسب المواد الخطرة ع صحة الانسان و البيئة المحيطة مرورا بتدمير صناعة الغزل و النسيج المصرية و اتفاقية الكويز و اتفاقيات تصدير الخضروات و الفاكهة الممتازة الخالية من المواد المسرطنة و المواد المشعة و المزروعة بطريقة عضوية الي الخارج و ايضا تصدير القمح المصري الاسمر الطبيعي الي الخارج و بالتحديد امريكا و جلب خضار و فاكهة معدلة جينيا و قمح معدل وراثيا مما يؤثر علي صحة الانسان المصري البسيط

2- المجال الزراعي : استطاع ذالك العصر ان يدمر الارض الزراعية المصرية التي كانت تعطي للمملكة الرومانية الغلال و الزراعات طوال العام دون قلة او ندره و ايضا عدم الاهتمام بالفلاح المصري البسيط القائم علي تلك الارض و الاهمال في النواحي المساعدة بل ساعد ذالك العصر ليس فقط علي انهيار الزراع بل تسميم و سرطنة ما تبقي منها بالمبيدات المسرطنة و الاسمدة المسممة للاراضي و الزرع و للانسان ايضا و لم يعي او يعطي لذالك الفاس اي اهتمام و لم يعلم ان ذالك الفأس الذي يزرع قد يهدم ايضا

3- المجال الصناعي : لقد كان ذالك العصر هو عصر اضمحلال الصناعة المصرية بل و انعدمها فقد عمد ذالك النظام الي اكل و اختلاس حقوق العمال المصريين و بيع المصانع الحكومية الي القطاع الخاص دون ضوابط و دون ادني ضمان لحقوق تلك العمال الامر الذي ادي بطبيعة الحال الي تشريد تلك العمالة بحجة تقليل النفقات و جعل اعداد العاطليين عن العمل في ازدياد يوما بعد يوم بل و بسبب عدم الاهتمام بالباقية الباقية و عدم تقدير الكفاءات مما جعلها اما ان تهرب الي الخارج او ان تسكن في تابوت الروتين مما خلق لدينا البطالة المقنعة و تسبب الفساد الاداري - الموجود الي الان - الي تعين من هم ليسوا اكفاء في احد المصانع او الشركات و حرمان صاحب الحق و الكفاءة من نيل حتي فرصة التجربه بسبب الوسطة و المحسوبية بل ايضا الرشوة فخلق لدينا منظومة فاسدة في كل عجلة انتاج فهي كالمسمار الذي يهتك تلك العجلة فتجعلها غير قادره علي الدوران او الانتاج

4- المجال الثقافي : بالرغم ان كان في ذالك العصر الكثير من الحملات منها طويلة الاجل و منها قصيرة الاجل فقد خلق هذا العصر نوع جديد من المتعلميين الغير مثقفين فهم بالامس كان ليس لديهم ما يدفع للقراءة و بعد ذالك تحول الي نوع من الكسل و اعتبرها او تحيلها من شئ اساسي الي جزئ من الرفاهية فانشغل الكل بسبب الظروف المعيشية الصعبة الي البحث عن غذاء الجسد و سد احتيجاته عن البحث عن غذاء الروح

5- مجال التعليم : انتج هذا العصر و لاول مرة المتعلم الجاهل او بالاصح الامي فالكثير من الاطفال المتخرجين من المراحل الابتدائية و الاعدادية غير قادرين علي ان يكتبوا اسمائهم و هذا ليس عيب فيهم بل هو عيب في منظومة التعليم فالمدرس لا يهتم لكثرة عدد الطلبة و البيت منشغل في البحث عن لقمة العيش و سد احتيجات افراده و ان امكن المحاولات في تامين مستقبل الاولاد في المستقبل و لم يهتم به لكي يكون هو المستقبل

6- المجال الصحي : بفضل الاغذية الملوثة و المسرطنة استطاع ذالك النظام ان يضع البلاد علي حافة الانهيار الصحي فاكثر من خمسين بالمئة من الشعب مصاب بفيرس سي بسبب الدم الملوث و اصبح فيرس سي يصنف كمرض وبائي في مصر و ايضا انتشار الايدز و امراض الكلي و السرطنات بجميع انوعها بل وصل الامر الي ان اصبحت تلك الامراض تولد مع الطفل منذ اول يوم له و استطاع ان يجعل مصر خارج التصنيف الصحي العالمي لعدم توافر مقومات الصحة العالمية في مصر و عدم الاهتمام بصحة المواطن المصري فقد جعلته مرتع للامراض

7- المجال السياسي : افقد ذالك النظام مصر مكانتها السياسية في الوطن العربي و افريقيا و حولها الي تابع و اداه في يد من يدفع اكثر له و ليس لمصر فقد تخلي عن القضية الفلسطينية و انحاز الي الجانب الصهيوني و تعامل مع افريقيا كالسيد بين عبيده و جعل من مصر اضحوكة عربية و عالمية فالسياسة المصرية التي كانت قوية لم تستطيع ان توقف الطوفان الامريكي علي العراق و افغانستان بل انحازت الحكومة المصرية الي الجانب الامريكي برغم كوننا من دول عدم الانحياز و لا ننسي دور ذالك النظام في تدمير الحياة السياسية و النيابية داخل مصر بالارهاب العادي او الارهاب الميري المتمثل في مباحث امن الدولة و لا ننسي الاغتيالات في صورة الانتحار او حوادث تقيد ضد مجهول مما ادخل البلاد الي نفق الجهل السياسي

8- مجال البحث العلمي : انهار البحث العلمي و هرب الكوادر العلمية القادرة ع التفكير و الابداع و الاختراع الي خارج البلاد لعدم توافر المناخ المناسب لذالك فالدكتور مجدي يعقوب و احمد زويل و محمد السيد و النشوئاتي و الكثير و الكثير غيرهم من طلبة و اساتذه برعوا و ابدعوا بل وصل الحد الي التعتيم عليهم و عدم ذكرهم او تكريمهم حتي لا يكون هناك امل في اي شئ فالبحث العلمي حجر اساس للنهضة في اي بلد في العالم

9- مجال الاعلام : جعل ذالك النظام من الاعلام وسيلة كذب و خداع بل و جعله صوته هو دون غيره الذي يقول ما يرضيه و يترك ما يسخطه و يدينه فقد كان كالسوط في يد النظام من يكشف فسادا يشوه في الاعلام و من يظهر ظلما يصبح مشوها للصورة المصرية و مسيرة التنمية و من يحاول ان يجعل عيون الناس تفتح يصبح عميلا و لا احد يحتاج الي اثبات علي ذالك فيكفي ما شهدناه ايام الثورة

دلوقتي نسال نفسنا ايه الحل ........ الجواب بسيط الحل هو التنمية الشاملة بخطط عشارية وطنية يجب تنفيذها في اي عهد و في فترة حكم توضع جنبا الي جنب الخطط الفرعية ولا يمكن الغائها لان من سيضعها و يضع ملامحها نخبة من الاقتصاديين و الاجتماعيين و المخططين الاكفاء المعروفين في هذا المجال و ان لم نجد فهناك شركات متخصصة في ذالك و لكن اسمحوا لي ان اضع ملامح لهذه الخطة كما اتمنها

اولا يكون الاعلام المصري المقروء و المسموع و المرئ مستقلا تمام لا يلقي دعما من الدولة يبقي طالما قادرا علي المنافسة و يسقط ان لم يكن قادرا علي المنافسة

ثانيا ان يوجه دخل الدولة من القطاعات الحيوية الي التنمية المحسوبة في مجالات الصناعة و الزراعة و الاهتما بشكل متوازي مع ذالك بثلاثة اشياء رئيسة و هي التعليم و الصحة و البحث العلمي لمدة لا تقل عن 15 عاما - يكون لهم الاولوية - ثم بعد ذالك انتظر النهضة التي تحلم بها

المجال الزراعي تنفيذ ممر التنمية وهذا سيجعل الرقعة الزراعية تزداد دون شك و العودة الي اساليب الزراعة الحديثة و لكن بصورة طبيعية و الرفع من مستوي الفلاح المصري زراعيا و تقديم التقدير المادي الكافي له حتي لا يترك الزراعة و لا شك ان كل ذالك سيعود بالنفعة علي الاقتصاد و الصناعة مما سيحسن من الصناعة المصرية و يجعلها مطلوبة عالميا و سيفتح امامك الاستثمارات الخارجية اما علي المستوي السياسي الاقليمي يجب ان تكون مصر داعمة للثورات العربية و ان تتجه جنوبا الي افريقيا و تفتح سوقا للمنتجات المصرية في افريقيا و الدول العربية و محاولة تحقيق اكتفاء ذاتي كافي للبلاد و يجعلها قوة اقتصادية و يعيد لها هيبتها السياسية

و في النهاية عايز اشوف اراكم و اقتراحتكم من اجل التخلص من اثار العصر المباركي

ليست هناك تعليقات: